نصائح تساعدك في التخلّص من وساوس الحسد

نصائح تساعدك في التخلّص من وساوس الحسد

الدكتورة ميادة غانم – استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي

اليقين بالحسد موجودٌ في العديد من الثقافات والمعتقدات، بما في ذلك الدين الإسلامي، إذ تُعتبر آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية مرجعا يؤكّد وجود الحسد وتأثيره، وفي المقابل، العلوم النفسية الحديثة غالبا ما تنظر إلى الحسد من زاوية مختلفة.

في علم النفس، يُعتبر الحسد شعورا طبيعيا ينشأ عند المقارنة بين الذات والآخرين، وقد يؤدي إلى مشاعر سلبية؛ مثل الغيرة أو الغضب.

بينما يُعالج الحسد في الطب النفسي كحالة نفسية، يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على الشخص، إلا أنّه لا يُنظر إليه بنفس الطريقة الدينية، إذ يتم تفسيره بشكل علمي كجزءٍ من التفاعلات النفسية والاجتماعية.

بينما يُرجع البعض تأثير الحسد إلى أسباب روحية، يُفسّرها العلم النفسي كظاهرةٍ يمكن التحكّم فيها عبر التدخّلات النفسية، مثل العلاج المعرفي السلوكي.

وتعكس الفجوة بين التفسير الديني والتفسير النفسي اختلاف المنظورين، لكن من الممكن الجمع بينهما لفَهم أعمق وأشمل، إذ يمكن للشخص أن يؤمن بالدور الروحي للحسد، بينما يستخدم الأدوات النفسية لإدارة مشاعره وتخفيف تأثير الحسد على حياته.

وإذا كنت تشعُر بأنك مصدر للحسد، يجب عليك اتّباع الآتي:

– الوعي الذاتي، ففهم مشاعرك تجاه الآخرين يساعدك في التعرف على الحسد عند حدوثه ومعالجته بوعي.

– التقدير الذاتي، فتعزيز تقديرك لذاتك وإدراك قيمتك الخاصّة، يُمكنهما أن يقلِّلا من مشاعر الحسد.

– التركيز على النجاح الشخصي، فبدلا من مقارنة نفسك بالآخرين، ركّز على تحقيق أهدافك الشخصية وتقدير إنجازاتك الخاصّة.

– الممارسة الذهنية، فتقنيات مثل التأمّل واليقظة، يمكن أن تُساعدك في السيطرة على مشاعرك وتنمية الهدوء الداخلي.

– التفاعل الإيجابي، فعليك بإحاطة نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك ويشجّعونك، وتجنّب العلاقات السامّة التي قد تعزّز مشاعر الحسد.

– التعبير عن الامتنان، فمُمارسة الامتنان والتركيز على النّعم التي تمتلكها، يُمكنهما أن يُخفّفا من مشاعر الحسد.

– الاستعانة بالدعم النفسي، فإذا كنت تجد صعوبةً في التعامل مع مشاعر الحسد، قد يكون من المفيد التحدّث مع مختصّ نفسي، لمساعدتك في التعامل مع هذه المشاعر بطُرق صحية.

وإذا كنت سريع التأثُّر بفكرة الحسد، اتّبع الآتي:

– الاستعانة بالله والأذكار اليومية والرقية الشرعية والتوكّل على الله عز وجل.

– إخفاء النِّعم، فمِن الأفضل عدم الحديث عن النعم الشخصية أو الأمور الخاصّة أمام أشخاص، إذا لم تكُن متأكّدا من نواياهم، وكما ورد في الحديث النبوي: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود”.

– المحافظة على النظافة الروحيّة والجسدية والتطهّر المستمر، يُمكن أن يُسهما في شعورك بالحماية والراحة النفسية.

– التحكّم في التفكير السلبي، فممارسة إعادة هيكلة الأفكار تُساعد في التخلّص من المخاوف أو الوساوس المتعلّقة بالحسد، بدلا من التركيز على الخوف من أن تكون محطّ حسد الآخرين، لذا حاول التركيز على الأفكار الإيجابية والعمل على تعزيز صحتك النفسية.

– بناء علاقات إيجابية، فالحسد عادةً ما ينشأ من العلاقات السلبية أو المحيطة السامّة، وبناء علاقات صحية وداعمة مع أشخاص إيجابيين يشجّعونك ولا يحسدونك، يُمكن أن يساعد في تقليل التوتر المتعلِّق بالحسد.

 

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *