مناظرة ترامب وهاريس ومستقبل الشرق الأوسط

مناظرة ترامب وهاريس ومستقبل الشرق الأوسط

سركيس أبوزيد – المحلل السياسي اللبناني والباحث بالشؤون الدولية

لا تعكس المناظرة بين المرشّح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حقيقة مواقف الحزبيْن من قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، خصوصا أن هناك معركة انتخابية وكل حزب (الديمقراطي والجمهوري) يحاول أن يستعرض قدراته الإعلامية والسياسية في إحراج الطّرف الآخر، لكسب تأييد وأصوات الناخبين والفوز بمقعد الرئيس الأمريكي المقبل.

ويبقى أن هناك قرارات مصيرية وتحركات كبيرة مطلوب فيها سرعة التحرك الأمريكي، خاصة في ظل اشتعال الأجواء في الشرق الأوسط، ووجود جبهات حرجة وملتهبة للغاية بين إسرائيل (طفل أمريكا المدلل) وبين العديد من الأطراف بالمنطقة.

ويبقى أنّ الثابت أن هاريس وترامب يُحاولان بجديةٍ استمالة الناخب العربي والناخب اليهودي بكل طريقةٍ للاستحواذ على صوته الانتخابي، ولذا، لا يمكن التكهن بطبيعة الموقف الجمهوري والديمقراطي من قضايا الشرق الأوسط، أو استنتاج ميول ترامب وهاريس تجاه فلسطين أو لبنان أو اليمن أو غيرها.

أيضا يوجد داخل كل حزب (الديمقراطي والجمهوري) ما يُعرَف بالدولة العميقة واتجاهات شبه ثابتة ناحية قضايا معيّنة تخصّ الشرق الأوسط، ومِن الضروري الانتظار لحين انتهاء المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، لمعرفة اتجاهات وميول الرئيس الأمريكي القادم حيال قضايا الشرق الأوسط، وإن كان الموقف مِن إسرائيل ثابت في سياسات أي رئيسٍ لأمريكا.

لكن مِن الممكن أن تختلف ميول الرئيس الأمريكي القادم بشأن مسألة إطلاق يد إسرائيل فيما يخص القضية الفلسطينية، وقد تكون هناك ضغوط واسعة على حكومة إسرائيل لفرض هدنة أو عقد اتفاق سلام، وربما تحدُث تهدئة أكبر بين إسرائيل وأطراف إقليمية كلبنان، بدعم أمريكي، كما أن مسألة الدعم العسكري المطلَق قد تكون محدّدة، ولها أُطر أكثر زيادة أو نقصانا، هذا ما سيتحدّد في سياسة الرئيس الأمريكي المقبل.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *