رغم عبث حرب الحوثي بكل جميل في اليمن، إلا أن قيم التكافل وأعمال الخير لا زالت صامدة، تتسع رغم المنغصات، وتفتح آفاقا جديدة للفقراء.
ففي العاصمة المؤقتة عدن، التي أصبحت ملاذ آمنا لليمنيين وقبلة حياتهم الأولى، وجدت مشروعات الخير طريقها لكل من اشتدت بهم الفاقة بما فيهم المشردين من جبروت الحوثي وظلمه أو حتى من تعسفات الإخوان.
ويبرز أحد أهم هذه المشاريع المخصصة لمنافع الناس “مستشفى عدن التعاوني الخيري”، والذي بات بصمة بارزة ونموذج فريد يُحسب ثمار إنجازها لجهود نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد عبدالرحمن المحرمي وعلى نفقة فاعلي خير ورجال الأعمال.
نافذة للمرضى.. تكافل وتضامن
في صالة الانتظار التي تتسع للعشرات، يصطف يوميا المرضى بحثا عن الاستشفاء والعلاج من آلامهم، فيما يجول الأطباء والممرضين كخلية نحل يقدمون الخدمات الطبية وبتكاليف زهيدة لذوي الدخل المحدود أو مجانية للفقراء ومن ذوي الفاقة.
وتحول المستشفى إلى رمز للمبادرات الإنسانية التي تجسد التكافل وسط المجتمع اليمني، فمنذ افتتاحه في مايو/ أيار الماضي، وجد مئات المرضى من مدينة عدن والمحافظات المجاورة بابا مفتوحا بشكل دائم للحصول على مختلف الخدمات الطبية والعمليات الجراحية.
وشكل انطلاق المستشفى في توقيت يعيش القطاع الصحي بكل البلد انهيار شبه تام، إذ تم تزويده بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة، وبكادر طبي متميز، ويتكون من 8 طوابق تشمل الأقسام الجراحية بكافة أنواعها والعيادات المتخصصة.
ويشمل المستشفى أقساما للطوارئ والرقود للرجال والنساء، وغرف للعمليات والعناية المركزة التي تتسع لـ(12) سريرًا، كما يقدم خدمات طبية في 12 تخصصًا، والحصول على فحوصات في مختبر متطور، وصيدلية متكاملة توفر الأدوية بأسعار مخفضة، لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا، والأشد فقرًا من مختلف المناطق.
في غرفة العناية، تحدث الطبيب اليمني محمد الجيشاني بعد إكمال عمله المعتاد في علاج أحد المرضى لـ”العين الإخبارية” عن أنواع الخدمات المقدمة من المستشفى منها المعاينة وإجراء الفحوصات وعمليات الجراحة العامة، مثل البواسير، والناسور، والفتاق بأشكاله، وعمليات الأنف والأذن والحنجرة، وعمليات المسالك البولية، ودوالي الخصية، وجراحة العظام.
وقال الجيشاني لـ”العين الإخبارية”، إن “هناك إقبالا كبيرا على المستشفى من قبل المرضى والذين يأتوا من عدة مناطق وليس مقتصرا على أبناء عدن فقط، حيث يأتي المرضى من محافظات لحج، وأبين وتعز والضالع بشكل متواصل”.
وكان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي، أعتبر مشروع مستشفى عدن التعاوني الخيري، الذي شُيد بدعم من رجال الأعمال وجهود هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية أنه “إنجازًا نوعيًا يُساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة المرضى”.
وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن المستشفى بات أحد أبرز المشاريع الخيرية النوعية في عدن وعلى مستوى المحافظات المحررة بشكل عام، ويُقدم خدمات طبية عالية الجودة بأسعار تتناسب مع إمكانياتهم.
وأكد المحرمي دعمه ومساندته لمثل هذه المبادرات الإنسانية التي تُجسد قيم التكافل والتضامن، وتُسهم في تحسين حياة المواطنين وتُقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة، خاصةً في ظل الظروف الاستثنائية في البلاد.
بذرة خير
وصفت الصحة اليمنية مشروع المستشفى الخيري في عدن بأنه “بذرة للخير” في ظل الظروف القاهرة إثر حرب مليشيات الحوثي التي عطلت عشرات المستشفيات أما بالهجمات المباشرة أو بنهب ميزانيتها التشغيلية.
ووفقا لوكيل وزارة الصحة العامة لقطاع السكان في الحكومة اليمنية الدكتور سالم الشبحي، إن المستشفى التعاوني الخيري يعد “بذرة خير في عدن، ويقدم منذ افتتاحه أعمال الخير الطبية والعمليات الجراحية المختلفة بأسعار مناسبة للمرضى”.
وفي حديثه لـ”العين الإخبارية”، يشير الشبحي إلى أن حرب مليشيات الحوثي فاقمت الوضع المعيشي ورفعت معدلات الفقر، ليشكل المستشفى الذي يقدم الخدمات الصحية بشكل شبه مجاني وبأسعار رمزية نافذه للخير وللمبادرات الإنسانية ذات القيمة المجتمعية الفاعلة.
وثمن المسؤول اليمني ما وصفها بـ”الجهود القيمة” التي يبذلها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي، وبمشاركة فاعلي الخير ورجال الأعمال”.
وأشار إلى أن “وزارة الصحة العامة والسكان، ومكتب الصحة في عدن تُقدم الخدمات الطبية للمرضى عبر هذا المستشفى الخيري من أجل تخفيف وويلات الحرب الحوثية التي يتجرعها المواطن “.
ولفت إلى أن المستشفى يقدم العديد من الخدمات الصحية ويرعى المخيمات الطبية في مختلف التخصصات بما في ذلك عمليات الأورام بمختلف أحجامها، والزائدة الدودية، والخصية المهاجرة وغيرها من العمليات الجراحية، سواء بشكل متواصل وبأسعار رمزية، أو عبر المخيمات مجانية.
وهو ما أكده المسؤول في مكتب سكرتارية نائب المجلس الرئاسي، عمر شيخ، أن “مستشفى عدن الخيري دشن خلال الأيام الماضية المخيم الطبي المجاني الأول للجراحة العامة وتلاه مخيم للعيون، كثمرة لجهود القائد عبدالرحمن المحرمي للتخفيف من معاناة المواطنين المرضى، خصوصًا ذوي الدخل المحدود”.
وقال إن” هذه المبادرات الإنسانية تعد فرصة ثمينة لعشرات المرضى، وأن الفريق الطبي في المستشفى يعمل بوتيرة عالية، إذ أنجز الأيام الماضية فقط أكثر من 200 عملية جراحية مجانية في إطار مخيم مفتوح ضمن سلسلة مخيمات يستعد أقامتها في المرحلة المقبلة”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية