في ذكراه الأولى.. ضفاف كريم العراقي تسرد آخر أيام والدها

في ذكراه الأولى.. ضفاف كريم العراقي تسرد آخر أيام والدها


في الأول من سبتمبر من كل عام، نتذكر بأسى رحيل الشاعر الغنائي كريم العراقي، الذي توفي عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد معاناة مع مضاعفات السرطان.

يُعتبر كريم العراقي من أبرز شعراء الأغنية الشعبية في العالم العربي، وله تأثير كبير في مجالات متعددة، من الشعر الفصيح إلى المسلسلات الإذاعية والمسرحيات والقصص للأطفال.

كما عمل كصحفي في مجلات عراقية وعربية، وارتبط اسمه بشكل وثيق مع الفنان كاظم الساهر، الذي غنى له أكثر من 100 أغنية.

وقد أشاد الشاعر السوري نزار قباني بكريم، قائلاً: “ابق مزروعًا على شفتي كاظم الساهر، وواصل كتابة أحاسيسنا وأحلامنا بأسلوبك الطفولي الجميل”.

كريم العراقي

تعاون وثيق مع كاظم الساهر

كانت آخر إسهامات كريم العراقي الأدبية قد تجلت في ألبوم كاظم الساهر الأخير “مع الحب”، الذي تضمن 3 قصائد هي: “يا وفية”، و”لا تظلميه”، و”الليل والشباك”.

ومن المتوقع أن يستمر كاظم الساهر في تقديم قصائد وأغاني جديدة من نظم العراقي.

خلال مشواره الفني، حصل كريم العراقي على جائزتين بارزتين: جائزة الملك فيصل العالمية في عام 2019، وجائزة أفضل أغنية إنسانية من منظمة يونيسف في عام 1997، عن قصيدته “تذكر”، التي تناولت معاناة أطفال العراق خلال الحصار.

قصائده، التي تتنوع بين العاطفية والغزلية والوطنية، ما زالت تلهم العشاق وتلامس قلوبهم حتى اليوم.

وفي حديثه عن علاقته الفنية الوثيقة بكاظم الساهر، قال كريم العراقي: “أنجز الساهر بصوته وألحانه أكثر من 100 أغنية على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، لتصبح صوت قصائدي.. نحن أكثر من مجرد شاعر وملحن، نحن رفاق رحلة. وأتذكر خصوصاً قصيدة “كثر الحديث” التي قدمت عام 1994، والتي شكلت نقلة في طريقة وأسلوب الغناء للوطن غزلاً. كما أن قصيدة “تذكر كلما صليت ليلاً” التي كتبت عن معاناة أطفال العراق ساهمت في تحريك قوافل المساعدات العالمية”.

كريم العراقي

ذكريات الوداع لآخر الأيام 

تحدثت ضفاف كريم العراقي، الفنانة التشكيلية والإعلامية عن ذكرياتها الأخيرة مع والدها.

قالت ضفاف: “عندما اشتد المرض على والدي، كان يظل مبتسمًا ويمازح من حوله. في آخر أيامه، شاهدنا معًا فيلمًا للفنانة شادية، حيث فتحت التلفاز فوجدتهم يعرضون فيلماً لها، فشاهدناه معًا وتحدثنا بعدها. قبلها، في عيد ميلادي، قضينا يوماً جميلاً معًا والتقطنا الصور. كان صبورًا للغاية، محاولاً أن يعيش بشكل طبيعي حتى النهاية”.

وأضافت: “والدي ما زال حاضرًا في الكثير من التفاصيل والمواقف والأشخاص. أتذكر دائماً ما قاله بشأنهم، وأتساءل ماذا كان ليقول في المواقف الحالية؟ ليست مجرد ذكريات، بل هي مستمرة وموجودة”.

وفيما يخص الأصدقاء الذين حافظوا على تواصلهم مع كريم خلال مرضه، قالت ضفاف: “تواصل الكثير من الأصدقاء والأقارب معه هاتفيًا خلال مرضه، حيث كانت الزيارة صعبة، وكان من الصعب عليه أن يستقبل أحدًا. حتى الحديث كان صعبًا عليه في أيامه الأخيرة. لكنهم بقوا على تواصل حتى بعد وفاته، وقد تلقيت الكثير من الكلمات الطيبة والمحبة من أشخاص لا أعرفهم حتى. تمنيت لو أنه يرى هذه المشاعر الجميلة التي تركها، والصدق الذي بقي له في قلوب الناس”.

وصية كريم العراقي وأشعاره و”حلم جلجامش”

عن وصية الشاعر الراحل بخصوص أعماله، أكدت ضفاف: “لم يترك والدنا وصية محددة بشأن أعماله أو حقوق النشر، لكنه كان يثق بي دائمًا فيما يتعلق بتراثه الأدبي. كان يحتفظ بالمسودات والأعمال غير المكتملة لدي، وهذا شعرت أنه وصية غير مباشرة”.

وتحدثت عن حلم ملحمة “جلجامش”، التي لم تكتمل رغم أنها كانت مشروعًا مهمًا بالنسبة له، قائلة: “كان من المقرر أن تكون مسرحية ثم فيلمًا، وقد تغير مصير هذا العمل عدة مرات، لكنه لا يزال قائمًا”.

وفيما يتعلق بالقصائد التي غناها كاظم الساهر، أوضحت ضفاف: “قد يظن البعض أن هناك احتكارًا بين والدي وكاظم الساهر، لكن الحقيقة هي أن كريم العراقي تعاون مع العديد من الفنانين. القصائد التي غناها الساهر كانت الأكثر شهرة، لكن والدتي كتب قصائد أخرى غير معروفة، والتي تظل قريبة إلى قلبي”.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *