بالنسبة لعشاق الموضة وصيحات الملابس الجديدة، فإن علامات تجارية مثل شين و زارا واتش اند ام هي منافذ للبقاء على خط الأناقة.
لكن تقريرا نشرته صحيفة فايننشال تايمز أفاد أن هذه العلامات التجارية، لا تتنافس فقط في الملابس الجديدة، بل تنخرط في سباق اقتصاد مزدهر للقطع المستعملة.
وهم ينضمون إلى عدد متزايد من الشركات الناشئة في محاولة لكسب المال من الإقبال على القطع المستعملة سواء بسبب تكلفتها المنخفضة أو المخاوف البيئية.
ولم يقتصر الأمر على تجارة الملابس المستعملة، اذ ضرب التقرير مثالا بشركة ليجو، الدنماركية المتخصصة في لعب الأطفال. فعندما بدأت الشركة في اختبار خدمة استلام وإعادة استخدام قطع اللعب المستعملة، واجهت مشكلة حيث كان الناس يرسلون أشياء أخرى أيضًا.
وفقًا لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين، كانت علب الصودا والأحذية وأشياء أخرى كلها مختلطة مع قطع اللعب البلاستيكية الشهيرة. والأسوأ من ذلك كله: فتح العمال ذات مرة صندوق “كنز ليجو” ليجدوا فيه مجموعة كاملة من أسنان الأطفال.
ووفقا لتقرير فايننشال تايمز انضمت شركة إيكيا إلى هذا الاتجاه، حيث أطلقت سوقًا لبيع الأثاث المستعمل مباشرة إلى الآخرين. وتم تصميم سوق إيكيا الإلكتروني أولاً في مدريد وأوسلو للاختبار، قبل اتخاذ قرار بشأن طرحه عالميًا في نهاية العام.
وقال جيسبر برودين، الرئيس التنفيذي لشركة إيكيا، إن المجموعة لديها حصة سوقية أعلى في قطاع السلع المستعملة مقارنة بالمنتجات الجديدة. ولذلك تعتقد الشركة أنه سيكون من المفيد التعلم – أي نوع من المنتجات تباع؟”.
نمو السوق
وليس من الصعب فهم سبب إغراء العلامات التجارية الكبرى بالسلع المستعملة – فهي تنمو بشكل أسرع بكثير من المبيعات الجديدة، وإن كانت عادة من قاعدة أدنى بكثير. وتشير تقديرات شركة ثريد أب، وهي منصة إعادة بيع في الولايات المتحدة، إلى أن سوق الملابس المستعملة العالمية نمت من 141 مليار دولار في عام 2021 إلى 230 مليار دولار هذا العام، ومن المتوقع أن تصل إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو تقدره بثلاثة أضعاف معدل نمو الملابس الجديدة.
وأصبحت السلع المستعملة تحظى بشعبية متزايدة بين المستهلكين الأصغر سنا. ويشتري أكثر من 40 في المائة من جيل زد والألفية منتجًا مستعملًا كل بضعة أشهر على الأقل مقابل ما يزيد قليلاً عن 20 في المائة من الجيل السابق، وفقا لمسح أجرته شركة “يورومونيتور”. ووفقا ل”يورومونيتور”، كانت هناك وصمة عار مرتبطة بالملابس المستعملة. لكن الأجيال الأصغر سنا يبدو أنهم تجاوزوا ذلك المفهوم وباتوا يهتمون بشكل أكبر بالقيمة. ولذلك فهم يعتبرونها فرصة استثمارية رائعة”.
المنظمات الخيرية
ورغم مساعي الشركات ذات العلامات التجارية الراسخة والشركات الناشئة لكن المؤسسات الخيرية غير الربحية ومتاجر التوفير تهيمن بالفعل على اقتصاد السلع المستعملة في الغرب. فمتاجر التوفير أو الخيرية مثل جود ويل في الولايات المتحدة أو أكسفام في المملكة المتحدة تقدم الملابس المستعملة والكتب والمزيد طوال عقود من الزمن. ومن ثم فالاعتقاد أن هناك اقتصادًا ناشئًا للسلع المستعملة، ليس صحيحا. بل أن هذا الاقتصاد كان موجودًا دائمًا.
من ناحية أخرى، هناك بالفعل سلاسل إمداد معقدة تدعم قطاع الأعمال الخيرية. فقميص ليد زبلين العتيق الذي قد يباع بأكثر من 100 دولار في متجر في نيويورك ربما جاء من رزمة من الملابس من الولايات المتحدة يتم شحنها أولاً إلى باكستان أو غواتيمالا لفرزها، ثم يتم إرجاع أفضل العناصر فقط.
وقد طورت متاجر التوفير خبرة عميقة، حيث تعمل على تحديد ما يمكنها بيعه، وما يمكنها تصديره إلى الأسواق الناشئة لبيعه إما كملابس أو لتحويله إلى منتجات أخرى مثل حشو الوسائد أو العزل. “إذا لم يتمكن شخص ما على من بيعه، فقد ينتهي به الأمر في متاجر منظمة أوكسفام.
تحديات قادمة
وفي حين يبيع الناس أفضل ملابسهم المستعملة ويتبرعون بالباقي، تبدو التحديات في هذه السوق المزدهرة. على سبيل المثال، هناك مشاكل تتعلق بالاحتيال وخاصة بالنسبة للملابس الراقية ولذلك تستخدم كل من شركات فيستياير ومونوجرام خدمات التحقق – من أن الحقيبة هي في الواقع من إنتاج جوتشي مثلا. كما تقوم شركة فينتد بهذا الأمر لبعض العناصر مع دفع المشتري رسومًا.
وقد سعت العديد من شركات العلامات التجارية الكبرى إلى التغلب على هذه التحديات من خلال تقديم سوق بسيط، حيث يجتمع المستهلكون من القطاع الخاص للشراء والبيع مع كون الشركات مجرد وسيط.
على سبيل المثال، يحصل البائع على في سوق ايكيا على مساعدة من الذكاء الاصطناعي للشركة لتوليد الصور والقياسات، وإضافة تعليق على حالة المنتج، ثم إدراجه للبيع. ويجب على أي مشترٍ تنظيم استلام الأثاث والتحقق من جودته بنفسه. ومن بين الحوافز التي تشجع البائعين على الشراء نقداً، أو الحصول على مكافأة إضافية بنسبة 15% إذا اختاروا استخدام قسائم الشراء من إيكيا.
ويعد استخدام سوق إيكيا مجاني حاليًا، وإذا تم فرض رسوم في المستقبل، فستكون “متواضعة للغاية”. ويهدف ذلك إلى خفض رسوم البائع على منصة مثل اي باي .
وقد تحتوي بعض الخدمات على ثغرات، مثل إمكانية بيع البائعين في سوق ايكيا للاثاث المستعمل لأنفسهم وأصدقائهم لتلقي قسائم مجانية. تقول الشركة: “هذا هو المكان الذي ما زلنا نتعلم فيه كل يوم، ونحن بحاجة إلى فهم كيف، وإذا، وأين توجد المشكلة حتى نتمكن من التخفيف منها”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية