رسالة واحدة تكفي.. هكذا تحصل هاريس على مفتاح سلام الكوريتين

رسالة واحدة تكفي.. هكذا تحصل هاريس على مفتاح سلام الكوريتين


التصعيد بين الكوريتين ينذر بحرب في شبه الجزيرة قد تدفع أمريكا للدخول على خطها، لكن ماذا لو نجحت الأخيرة في تغيير كل ذلك برسالة واحدة؟

وحتى الآن، لا تزال كوريا الشمالية في مرحلة ما من عملية السلام، وبإمكان كامالا هاريس، في حال فوزها بانتخابات الرئاسة الأمريكية، أن تمنع التصعيد.

رسالة والتزام

يحدث ذلك من خلال رسالة توجهها هاريس إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وتكون بمثابة التزام بالتفاوض لإعلان نهاية الحرب في شبه الجزيرة الكورية كنقطة انطلاق لعملية السلام في المنطقة.

وهذه واحدة من التحديات العديدة التي يتعين على نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية الاستعداد للتعامل معها في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل

لكن الخطر الوشيك الذي يهدد ولايتها هو الحرب مع كوريا الشمالية.

والآن، يبدو السلام في شبه الجزيرة الكورية أكثر خطورة مما كان عليه خلال العقود الماضية، ولتجنب خطر الحرب يتعين على هاريس تغيير السياسة الأمريكية الحالية، وذلك وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” في تحليل له.

وتمثلت سياسة إدارة الرئيس جو بايدن في الضغط على بيونغ يانغ بالعقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية مع تجنب المشاركة الدبلوماسية، الأمر الذي دفع كوريا الشمالية إلى تسريع تسليحها.

والأسوأ من ذلك أن هذه السياسة دفعت زعيم كوريا الشمالية للعودة إلى الاستراتيجية التي انتهجتها بيونغ يانغ خلال الحرب الباردة، والتي تمثلت في استغلال روسيا ضد الصين للحفاظ على بعض حرية العمل.

وقطعت كوريا الشمالية كل الاتصالات الدبلوماسية مع جارتها الجنوبية، وفي الوقت نفسه جرت مفاوضات على الحواجز بين الكوريتين.

والحواجز تمنع “جميع تدريبات المدفعية الحية والتدريبات الميدانية على مستوى الفوج وما فوق في غضون خمسة كيلومترات” من خط ترسيم الحدود العسكرية الذي يفصل بين الجانبين.

كما تمنع هذه الحواجز “جميع التدريبات الحية والمناورات البحرية” بالقرب من المياه المتنازع عليها في بحر الشرق، وتفرض أيضا “مناطق حظر الطيران” في محيط خط ترسيم الحدود العسكرية، وتنشئ خطوط ساخنة لمنع أي اشتباك عسكري عرضي.

كذلك فإن هذه الحواجز تقيم “منطقة سلام بحرية” في بحر الغرب “لمنع الاشتباكات العسكرية العرضية وضمان أنشطة صيد آمنة”، وتلزم الجانبين “بالانسحاب الكامل لجميع نقاط الحراسة داخل المنطقة منزوعة السلاح”، وتجريد “منطقة الأمن المشتركة في بانمونغوم” من السلاح.

ومؤخرا، تزايدت احتمالات وقوع اشتباكات مميتة قد تتصاعد سريعا لتتحول إلى حرب بين الكوريتين ويرجع ذلك إلى الخطوات التي تتخذها كل من بيونغ يانغ وسول لتعزيز الردع، وزيادة التسليح، وتكثيف وتيرة وحجم التدريبات العسكرية فضلا عن تبني الجانبين لخطاب تهديدي.

الردع وحده لا يكفي

الحقيقة أن الردع وحده لن يكفي لمنع الحرب في شبه الجزيرة الكورية، فمن الضروري أن تعمل الولايات المتحدة على طمأنة ليس فقط حلفائها بل أيضا طمأنة كوريا الشمالية، وفق المصدر نفسه.

وقد يكون من السهل دفع بيونغ يانغ وسول إلى التراجع عن حافة الهاوية، وذلك مع مشاركة كل من الولايات المتحدة والصين.

وتشعر القيادة الصينية أيضا بالقلق من الاستراتيجية الجديدة لكوريا الشمالية حيث أن بكين المنشغلة بمخاوفها الداخلية لا تريد المتاعب على حدودها.

وخلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في 17 فبراير/ شباط الماضي، قال وزير الخارجية وانغ يي: “الآن المهمة الأكثر إلحاحًا هي منع الحلقة المفرغة، ومعالجة المخاوف الأمنية المعقولة للأطراف المعنية، وتهدئة الوضع واستقراره”.

وفي الوقت نفسه، أعربت الصين عن استيائها من تحسن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا حيث ترى بكين أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تقويض نفوذها.

كما أن أي صدام مميت في شبه الجزيرة الكورية سيكون خيارا صعبا بالنسبة لبكين، فإما أن تتدخل عسكرياً لدعم بيونغ يانغ أو تخاطر بتصعيد الصراع إلى حرب نووية من قِبَل كوريا الشمالية.

وفي هذه الحالة، سيكون على واشنطن إما أن تتورط في حرب تقليدية مع الصين أو أن تلجأ إلى التصعيد النووي.

وفي ضوء هذه الاعتبارات قد يكون هناك فرصة للتعاون بين الولايات المتحدة والصين من خلال الانخراط في الدبلوماسية الوقائية لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

وفي هذا الإطار قد تتواصل الصين مع كوريا الجنوبية وقد يتعين على الولايات المتحدة أيضا مواجهة انعدام الثقة من جانب كوريا الشمالية وذلك من خلال اتخاذ بعض الخطوات الأحادية الجانب لفتح الطريق أمام استئناف المحادثات مع سول.

خطوات

من بين الخطوات التي يمكن أن تتبناها واشنطن، منع سول من إجراء تدريبات عسكرية استفزازية وتعديل انتشارها العسكري وبالتالي تشجيع كوريا الجنوبية على تخفيف حدة خطابها الذي يركز على شيطنة بيونغ يانغ.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن تُلمح الصين إلى كوريا الجنوبية واليابان باستعدادها للدخول في حوار ثلاثي حول مجموعة من القضايا الأمنية، وقد يتم هذا من خلال اجتماعات أمانة التعاون الثلاثي التي أنشئت في 2011، واجتمعت على المستوى الوزاري في 18 يونيو/ حزيران الماضي.

لكن الخطوة التي قد تكون الأكثر نجاحا هي إقناع سول بتعليق مناورة مشتركة واسعة النطاق مخطط لها مع واشنطن ثم قياس رد فعل كوريا الشمالية على ذلك، وقد يكون على الصين أيضا الامتناع في ذلك الوقت عن إجراء مناورات بحرية بالقرب من المياه الكورية.

وبناء على رد فعل بيونغ يانغ، يمكن أن تحاول أمريكا بعد ذلك وبموافقة كوريا الجنوبية بدء حوار دبلوماسي مع كوريا الشمالية عبر القنوات الخلفية، وأن تتعهد واشنطن بالعمل من أجل ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو “علاقة استراتيجية مختلفة تمامًا”.

وحتى الآن، لا تزال كوريا الشمالية في مرحلة ما من عملية السلام، وبإمكان هاريس أن تمنع التصعيد من خلال رسالة توجهها في حال فوزها إلى كيم، وتكون بمثابة التزام بالتفاوض لإعلان نهاية الحرب في شبه الجزيرة الكورية كنقطة انطلاق لعملية السلام في المنطقة.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *