بدأت السلطات الاقتصادية حول العالم بالفعل في الاستجابة للتقلبات الكبيرة في الأسواق وأسعار العملات. اتخذ البنك المركزي في إندونيسيا موقفاً واضحاً، حيث أعلن المسؤولون استعدادهم للتدخل بعد تراجع العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أشهر.
أما بنك الاحتياطي في الهند، فقد أشار إلى أن الاقتصاد المحلي يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة أي تداعيات عالمية، بما في ذلك تأثيرات الانتخابات الأميركية.
في الصين، التي قد تكون الأكثر تأثراً بفوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة، أفاد متداولون بأن البنوك المملوكة للدولة باعت الدولار الأميركي لدعم اليوان.
أما في تايوان، العدو التقليدي للصين، سعى كبار المسؤولين إلى تهدئة المخاوف بشأن التداعيات المحتملة لعودة ترمب إلى البيت الأبيض، موضحين أن القيود التكنولوجية التي تعهد الرئيس الأميركي السابق بفرضها على الصين قد تعود بفوائد تتجاوز المخاطر التي تهدد الجزيرة.
يثير فوز ترمب قلق تايبيه، خاصة وأن المرشح الجمهوري أبدى في السابق شكوكاً حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الجزيرة ضد أي تهديدات من بكين. ومع ذلك، فإن سياسات أخرى يقترحها ترمب تجاه الصين قد تفتح فرصاً مواتية لتايوان.
العملات الناشئة تتراجع
تراجعت عملات الأسواق الناشئة في رد فعل على اقتراب ترمب من الفوز في الانتخابات الأميركية، وهي نتيجة تُعتبر داعمة للدولار الأميركي.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة بما يصل إلى 0.6%، في أكبر تراجع منذ مارس الماضي. وتصدر البيسو المكسيكي الخسائر، إذ تراجع بأكثر من 3% ليصل إلى أدنى مستوى له خلال عامين، فيما انخفضت أيضاً عملات منطقة شرق أوروبا.
يسارع المضاربون لشراء الدولار الأميركي، وسط توقعات بأن فوز ترمب سيعني تنفيذ سياساته الاقتصادية الحمائية التي ستدعم العملة الأميركية.
زادت تقلبات الأصول الناشئة خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما البيسو المكسيكي، إذ اخذت الأسواق في حسبانها توقعات بأن ترمب سينفذ خطته لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات. وصرح ترمب خلال حملته الانتخابية بأن شركات صناعة السيارات التي تبني مصانع في المكسيك تمثل “تهديداً خطيراً” على الولايات المتحدة الأميركية.
كذلك كانت الفورنت المجرية، والكرونا التشيكية، والزلوتي البولندي من بين العملات المتراجعة، إذ شكك ترمب في التزام الولايات المتحدة الأميركية في جدوى تحالفات مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وفي جهود أوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي.
الين ينخفض
تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته منذ يوليو، ويتوقع المستثمرون أن تتفاقم خسائر العملة اليابانية مع فوز ترمب نظراً لسياسته الاقتصادية التي يعتبرونها توسعية بدرجة أكبر وقد تؤدي إلى مزيد من التضخم، مما سيقلل احتمال أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل حاد.
تزيد نتائج الانتخابات الأميركية من تقلبات الأسواق التي يواجهها المستثمرون اليابانيون الذين يسعون للتكيف مع نهاية سياسة التيسير النقدي الشديد التي ينتهجها بنك اليابان.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق