أفلت اليمني محمد سليمان من الموت، لكنه خسر كل شيء عندما داهمت الفيضانات منزله في إحدى القرى الريفية جنوبي محافظة الحديدة، غربي البلاد.
من منزله الذي دمره الفيضان، يشير محمد سليمان إلى ما تبقى من أثاث ومواد غذائية، فيما يمرح أحفاده خلفه وسط مستنقع مياه راكدة أمام باب المنزل.
حال سليمان الذي يقول إنه “خسر كل شيء” يماثل آلاف المتضررين من موجة الفيضانات الأخيرة باليمن، والتي أثرت على مجتمعات بأكملها وخلّفت خلال أغسطس/آب الماضي ما لا يقل عن 232 قتيلاً وعشرات المصابين.
كانت الحديدة في صدارة المحافظات المنكوبة، إذ قتل نحو 94 شخصاً في الأجزاء الخاضعة للحوثيين وسقط آخرون في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وطالت الأضرار كل المديريات وصنفت زبيد والزيدية والزهرة وحيس من أكثر المناطق المتضررة بالفيضانات.
عائلات في العراء
في حديثه لـ”العين الإخبارية”، قال المواطن اليمني محمد سليمان وهو أحد المتضررين من الفيضانات إن “السيول الشديدة التي ضربت الحديدة، لم ينج من خسائرها أحد، لا بيوت ولا أكل ولا شرب ولا دفأ ولا مأوى”.
وأضاف ملوحاً بيده نحو ما تبقى من أثاث متهالكة “خسرنا كل شيء وحتى فراش النوم والملاءات والدقيق كلها غارقة بالمياه”.
لا يختلف سليمان على جاره المسن علي ناصر، الذي دُمر سقف منزله الطيني ووقف بوعاء بلاستيكي يجرف المياه من وسط المنزل بعد رفع حطامه.
وقال ناصر لـ”العين الإخبارية” أن “السيل شديد، شل لنا (جرف) البيوت، والأثاث المنزلية بما فيها البطانيات، وألواح الطاقة الشمسية، وسرير النوم الخشبي”.
وأضاف: “جرف كل ما نملك، جرف الدقيق وكل المواد التي نملكها داخل المنزل، وبقينا بلا غذاء”.
من جهته, يقول عبدالله عوض وهو أحد المتضررين أيضاً لـ”العين الإخبارية” إن سيول الأمطار الغارقة تركت الكثيرين في حالة يرثى لها، دمرت منازل وطرقات، وقذفت بالعائلات للعراء بعد فقد منازلها ومصدر عيشها.
وأضاف: “تعرضنا لسيول، وأصبحنا الآن في حالة يرثى لها. الأطفال ينامون في العراء، والنساء تنام في العراء وخسرنا كل ما نملك”.
إحدى أسوأ الأزمات
تقول الأمم المتحدة إن اليمن يعاني إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ويواجه تحديات شديدة مع تحول الاهتمام إلى حالات طوارئ عالمية أخرى.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن 18.2 مليون شخص في البلاد، بمن فيهم 4.5 مليون نازح، يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة, ويشمل ذلك أكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا.
وتضاعفت الأعداد خلال موجة الفيضانات الأخيرة التي خلفت مآس وقصص مروعة في الحديدة وملحان بالمحويت ووصاب السافل في ذمار وشمير في تعز بالإضافة لحجة ومأرب، حيث تضررت مئات آلاف الأسر لاسيما المشردة من حرب الحوثي في مخيمات النزوح.
وتشير المعلومات إلى أن أكثر من 56 ألف منزل دمر جزئيا وكليا، وتضررت البنية التحتية المدنية والطرق وشبكات إمدادات المياه مما أثر على 695 ألف أسرة.
ووفقا لمركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر في اليمن فمن المتوقع هطول أمطار متفاوتة الشدة بعضها رعدية ومصحوبة بالرياح الشديدة على أجزاء من مرتفعات وهضاب وصحاري محافظات المهرة، حضرموت، شبوة وأبين، مع احتمال امتدادها إلى السواحل.
كما توقع هطول أمطار رعدية بعضها غزيرة على أجزاء من المرتفعات والمنحدرات الغربية من صعدة شمالاً حتى تعز، والضالع ولحج جنوباً وتمتد غرباً حتى السواحل، وأيضا رياح شديدة مثيرة للرمال والأتربة على أرخبيل سقطرى والمناطق الواقعة في مدى السحب الرعدية.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية