حزمة التحفيز في الصين تعطي دفعة قوية لقطاع التصنيع

حزمة التحفيز في الصين تعطي دفعة قوية لقطاع التصنيع

ارتفع نشاط التصنيع في الصين بشكل غير متوقع الشهر الماضي رغم عطلة على مدى أسبوع، وفقاً لمسح خاص، مما يشير إلى حدوث استقرار بعد أن أطلقت بكين حزمة تحفيز لدعم الاقتصاد.

ارتفع مؤشر “كايشين” لمديري المشتريات التصنيعي إلى 50.3 نقطة الشهر الماضي من 49.3 نقطة في سبتمبر، حسب بيان صادر عن ” كايشين” وإس آند بي غلوبال” يوم الجمعة. صعد المؤشر فوق التوقعات بأن يصل إلى مستوى 49.7 نقطة في استطلاع أجرته “بلومبرغ”. يمثل مستوى 50 نقطة فاصلة بين التوسع والانكماش.

جاءت بيانات “كايشين” بعد صدور نتائج رسمية أمس الخميس أظهرت تحسن النشاط الصناعي، بعد انكماشه خلال خمسة أشهر، مما يضيف أدلة على أن حزمة التحفيز التي تم الإعلان عنها أواخر سبتمبر قد رفعت التوقعات الإيجابية.

تجاوزت وتيرة النمو توقعات جميع المحللين الـ 12 الذين شملهم استطلاع أجرته “بلومبرغ”. 

ارتفع مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس أي 300) للأسهم الصينية المحلية بنسبة 0.55%، في حين انخفض اليوان خلال التعاملات الخارجية بنسبة 0.1% مقابل الدولار، وظل العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل عشر سنوات ثابتاً عند 2.14%.

أوضح  المسح أن “الطلب في السوق استقر وتحسنت درجة التفاؤل، مما يدل على أن السياسات الحكومية بدأت تؤثر إيجابياً على الاقتصاد”، وفقاً لما قاله وانغ جه، كبير الاقتصاديين لدى “كايشين انسايت غروب”(Caixin Insight Group) في بيان مؤشر مديري المشتريات التصنيعي. 

زيادة النشاط الصناعي تجاوزت تأثير انخفاض عدد أيام العمل في أكتوبر بسبب عطلة الأسبوع الذهبي. 

في علامة أخرى على تحسن الثقة، ارتفعت مبيعات العقارات السكنية في الصين خلال أكتوبر، مسجلة أول زيادة على أساس سنوي في عام 2024. 

لكن بيانات “كايشين” قدمت أيضاً سبباً للتروي، حيث أفاد المصنعون بتخفيضات في الوظائف للشهر الثاني على التوالي. وانخفض مؤشر التوظيف إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2023، مع تراجع واسع في عدد العاملين لدى الشركات المنتجة للسلع الرأسمالية مثل المعدات والأدوات.

رغم أن الصادرات كانت نقطة مضيئة نسبياً في الاقتصاد الصيني، إلا أن الطلبات الجديدة للتصدير انخفضت للشهر الثالث على التوالي، وفقاً للمسح، مما يعكس تباطؤ الطلب العالمي.

دعمت الصادرات الصينية الاقتصاد هذا العام، بعدما ارتفعت في الشهور التسعة الأولى إلى ثاني أعلى قيمة مسجلة، لكن وتيرة النمو تباطأت بشكل حاد في سبتمبر.

تقدم البيانات الرسمية والصادرة عن “كايشين” صورة عن وضع الاقتصاد بعد أن خفضت الصين أسعار الفائدة بشكل كبير وكشفت عن تدابير لتعزيز سوق الإسكان.

توضح الجهود نية بكين تحقيق معدل النمو المستهدف البالغ نحو 5% هذا العام، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم. يتوقع المستثمرون الآن الإعلان عن تقديم دعم مالي إضافي خلال اجتماع أعضاء المجلس التشريعي الأسبوع المقبل. 

البيانات التي يوفرها مسح “كايشين” تظهر نتائج أكثر إيجابية مقارنة بتلك الصادرة عن الجهات الرسمية منذ العام الماضي. 

تغطي الدراستان مجموعات مختلفة من الشركات والمناطق الجعرافية، حيث يركز الاستطلاع الخاص على الشركات الصغيرة والتي توجه إنتاجها نحو الصادرات. جاءت بيانات مسح “كايشين” أقل أو أضعف مقارنة بتلك التي صدرت عن الجهات الرسمية مرة واحدة فقط خلال الاثني عشر شهراً الماضية.

رغم المؤشرات الإيجابية في قطاع التصنيع، تواجه المصانع الصينية حالة من عدم اليقين المتزايد بشأن الأعمال الجديدة مستقبلاً، حيث فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات على السيارات الكهربائية الصينية، وقد تسفر الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة عن إعادة انتخاب دونالد ترمب، الذي هدد بفرض تعريفات بنسبة 60% على المنتجات الصينية.

المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *