“على غرار غزة”، تنفذ إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في الضفة الغربية، تستخدم فيها استراتيجيات اتبعتها بالقطاع، بينها تطويق المستشفيات.
ويشارك المئات من الجنود وشرطة حرس الحدود الإسرائيليين بعملية واسعة في شمالي الضفة الغربية، مدعومين بطائرات مسيرة وعسكرية.
وينظر الى العملية العسكرية على أنها الأكبر منذ عملية “السور الواقي” في العام 2002، ولكنها ستشمل هذه المرة إخلاء فلسطينيين من منازلهم في المنطقة. بحسب ما أفاد به مراسل “العين الإخبارية” في الضفة الغربية والذي نقل عن شهود عيان وصفهم لما يحدث بأنه “حرب مصغرة مما يجري في غزة”.
وشبّه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ما يجري في جنين وطولكرم في الوقت الحالي، بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال على منصة “إكس”: “يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة اعتبارا من الليلة الماضية في منطقتي جنين وطولكرم لإحباط وتدمير البنى التحتية الإرهابية التي تعمل بإيحاء من إيران”.
وأضاف: “علينا أن نعالج هذا التهديد كما قمنا بمعالجته في غزة بما في ذلك إجلاء مؤقت لسكان في تلك المناطق وكل إجراء ضروري آخر.. هذه حرب بكل معنى الكلمة ويجب الانتصار فيها”.
وتركز العملية العسكرية الإسرائيلية على 3 مخيمات في شمالي الضفة الغربية؛ وهي جنين في المدينة التي تحمل نفس الاسم، ونور شمس في طولكرم، والفارعة في طوباس.
وجاءت هذه العملية، المتوقع أن تستمر عدة أيام، بعد عشرات العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في ذات المناطق خلال الأعوام الأخيرة دون أن ينجح في وقف العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية.
“العبوات الناسفة”
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “تعترف المؤسسة الأمنية بأن العمليات التقسيمية المستهدفة لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن. لقد تزايدت التهديدات في إسرائيل، وأدركنا أنه لابد من القيام بشيء ما لتغيير الواقع. لا نريد أن تصبح إسرائيل ساحة تمنعنا من القتال في غزة أو لبنان”.
ولفتت إلى أن العنوان الرئيس في هذه العملية هو “العبوات الناسفة”.
وكان فلسطينيون استخدموا عبوات ناسفة لوقف اجتياح الجيش الإسرائيلي لمخيمات، وفي هجمات على جنود ومستوطنين كان آخرها محاولة تنفيذ عملية بعبوة ناسفة كبيرة في تل أبيب، لكنها انفجرت بالخطأ في المنفذ.
سبب العملية
ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن السبب الرئيسي لشن العملية “هو التهديد بالعبوات الناسفة”.
وأوضحت الإذاعة أن محاولة تنفيذ عملية في قلب تل أبيب الأسبوع الماضي، “ساهمت في اتخاذ قرار إطلاق العملية في هذا الوقت، رغم أنه تم الإعداد لها حتى قبل ذلك”.
وأضافت “هذه رسالة مهمة من الجيش الإسرائيلي، وهي أيضًا أحد الدروس المهمة المستفادة من 7 أكتوبر/تشرين الأول: لا تنتظروا هجومًا مميتًا له نتائج وخيمة، بل افحصوا الأحداث وفقًا لنوايا المسلحين وليس نتائجها، وكان الحدث الذي وقع في تل أبيب، في هذا الصدد، حافزا هاما لقرار إطلاق العملية”.
وأشارت إلى أن “طولكرم هي الأكثر إثارة للقلق من حيث حجم المتفجرات. بالأمس فقط، أبلغ الفلسطينيون عن 3 عبوات ناسفة انفجرت على بُعد بضع مئات من الأمتار من بات حيفر” في الخط الأخضر.
وذكرت أنه “تم استخلاص العبر من العمليات السابقة في المنطقة، وعلى إثر ذلك فإنه فور بدء العملية، كان الهدف الأول للقوات: تطويق كامل للمستشفيات المركزية الأربعة في المنطقة – 2 في جنين و2 في طولكرم”.
ولفتت الإذاعة إلى أنه منذ بداية العملية تم إغلاق كافة هذه المستشفيات “لمنع هروب المسلحين إليها، ولا يُسمح للمرضى وسيارات الإسعاف بدخولها إلا بعد فحصهم من قبل قواتنا”.
مستطردة: “في عملية الفرقة تعمل القوات ضمن لواءين: لواء منشيه ولواء كفير، وكل منهما في منطقة مختلفة”.
قبل أن تنوه إلى أن “الفكرة هي إغراق المنطقة بالقوات قدر الإمكان لمنع المسلحين من الهروب وإجبارهم على القتال”.
ماذا حدث؟
الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت “العين الإخبارية”، نسخة منه، أعلن أن قواته وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود، باشروا الليلة الماضية حملة عسكرية “لإحباط المسلحين في جنين وطولكرم”.
وأضاف: “خلال الليلة الماضية، أغارت قطع جوية وقضت جوا على ثلاثة مسلحين شكلوا تهديدا للجنود في الميدان”.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية “اعتقلت مطلوبين وعثرت على وسائل قتالية منها بندقية من طراز M-16 وأنواع ذخيرة وغيرها من العتاد العسكري وصادرتها”.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت القوات ودمرت عبوات ناسفة تم زرعها تحت المحاور في المنطقة، وفق الجيش.
تحذيرات فلسطينية
في المقابل، أوعز رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى لكافة جهات الاختصاص بتعزيز تدخلاتها الطارئة لمواجهة العدوان الإسرائيلي الجاري على محافظات شمال الضفة الغربية.
وجدد مصطفى مطالبته المجتمع الدولي، بـ”التدخل الفوري والعاجل” لوقف العمليات الإسرائيلية.
وقال مكتبه في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه “وجهت الحكومة وزارة الصحة بتعزيز عمل الطواقم الطبية في محافظات شمال الضفة الغربية للتعامل مع التطورات الميدانية الناجمة عن اجتياح هذه المحافظات”.
كما حذرت الحكومة الفلسطينية من تداعيات حصار مستشفيات جنين وطولكرم والتهديدات باقتحامها، خاصة أن عشرات المرضى يعالجون في هذه الأثناء داخل مستشفيات جنين الحكومية والأهلية والخاصة.
الأكثر من ذلك، حذرت الحكومة من التصريحات الخطيرة لوزير الخارجية الإسرائيلي التي دعا فيها الى “إخلاء المواطنين من الضفة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية