يهدد تغير المناخ زراعة الملفوف الصيني (الكرنب الصيني) الذي يستخدم في صنع الطبق الكوري الجنوبي الشهير، الكيمتشي.
ويعد هذا الطبق، يعتبر أشهر وجبة شعبية في كوريا الجنوبية، وهو طعام كوري تقليدي وأساسي لا تكاد تخلو منه مائدة فقير أو غني في البلاد.
وطبق الكيمتشي عبارة عن طعام أشبه ما يكون بالمخللات عند العرب ويتم إعداده من الملفوف المتبل بالثوم والفلفل الأحمر الحار، ويمكن أكله كمقبلات أو طبق زائد يقدم مع الأرز.
وبحسب دراسة جديدة، فإن المكون الأساسي لوجبة الكيمتشي وهو الملفوف، زراعته أصبحت مهددة الآن بسبب آثار التغير المناخي المتطرفة في كوريا الجنوبية، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض جودة وكمية المنتج، وفقًا للمزارعين والمصنعين والعلماء المسئولين عن زراعة الملفوف.
ويقول موقع “وايون نيوز”، أن الملفوف الصيني يزدهر في المناخات الباردة ويزرع في المناطق الجبلية التي تقل درجات الحرارة فيها عن 25 درجة مئوية خلال أشهر الصيف.
ويجعل ارتفاع درجات الحرارة في الظروف الجوية زراعة هذا المحصول غير مناسب للنمو، مما قد يؤدي إلى عدم قدرة كوريا الجنوبية على زراعة الملفوف الصيني تمامًا يومًا ما بسبب ارتفاع الحرارة.
الكرنب.. نبات يحب المناخ البارد
وقال عالم أمراض النبات وعالم الفيروسات لي يونج جيو: “نأمل ألا تتحقق هذه التوقعات”.
وتابع بقوله “يحب الملفوف النمو في المناخ البارد ويتكيف مع نطاق ضيق للغاية من درجات الحرارة”، وأضاف “درجات الحرارة المثالية لنمو النبات تتراوح بين 18 و21 درجة مئوية”.
ويمكن صنع الطبق الحار والمخمر بمجموعة متنوعة من الخضروات مثل البصل الأخضر والخيار والفجل، ومع ذلك، يظل الملفوف هو الأكثر شعبية بين محبي الكيمتشي.
وقد بدأ المناخ الأكثر حرارة بالفعل في إظهار علامات للمزارعين وصانعي الكيمتشي بتأثير سلبي على الإنتاج.
وقالت لي ها يون الخبيرة بطهي الكيمتشي، والتي تحمل لقب “كيمتشي ماستر” من وزارة الزراعة، عن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحصول، “إن قلب الملفوف يفسد، ويصبح الجذر طريًا” بفعل درجات الحرارة المرتفعة.
وقالت لي: “إذا استمر هذا، فقد نضطر في فصل الصيف إلى التخلي عن كيمتشي الملفوف”.
وحسب موقع “وايون نيوز”، تشير البيانات الإحصائية الصادرة عن الهيئات الحكومية إلى أن مساحة الملفوف المزروعة العام الماضي كانت أقل من نصف المساحة التي كانت مزروعة قبل عشرين عاما.
كما انخفضت زراعة الخضروات ككل إلى 3995 هكتارا من 8796 هكتارا.
حرارة وأمطار وآفات
وعزا الباحثون هذا الانخفاض في الإنتاج إلى ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة غير المتوقعة والآفات التي تجعل من الصعب زراعة المحصول في الصيف، وهو وقت الذروة.
وتوقعت إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية عدم بقاء أي ملفوف “كرنب” بحلول عام 2090 مع تعاظم آثار التغير المناخي.
وبدأت تلجأ صناعة الكيمتشي في كوريا الجنوبية بالفعل إلى الواردات ذات الأسعار المنخفضة من الصين، وقد يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الوضع، وقد طرحت الحكومة التخزين المتحكم فيه مناخيا لتنظيم الأسعار ونقص الإمدادات.
ويعمل العلماء على تطوير أصناف من المحاصيل مقاومة للمناخات الدافئة والأمطار غير المتوقعة والعدوى. ومع ذلك، يعتقد المزارعون أن هذه المحاصيل ستكون باهظة الثمن لزراعتها ومذاقها مختلف.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA==
جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية