سعى كبار المسؤولين في تايوان إلى تهدئة المخاوف بشأن التداعيات المحتملة لعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، موضحين أن القيود التكنولوجية التي تعهد الرئيس الأميركي السابق بفرضها على الصين قد تعود بفوائد تتجاوز المخاطر التي تهدد الجزيرة.
يثير احتمال فوز ترمب في انتخابات هذا الأسبوع قلق تايبيه، خاصة وأن المرشح الجمهوري أبدى في السابق شكوكاً حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الجزيرة ضد أي تهديدات من بكين. ومع ذلك، فإن سياسات أخرى يقترحها ترمب تجاه الصين قد تفتح فرصاً مواتية لتايوان.
فرص اقتصادية متوقعة
وأشار رئيس المجلس الوطني للتنمية في تايوان، ليو تشين تشينغ، إلى أن القيود التكنولوجية المقترحة قد تحقق “فوائد أكثر من الأضرار” بالنسبة لتايوان. وأوضح أن مثل هذه القيود قد تدفع مزيداً من الشركات التايوانية إلى نقل إنتاجها من الصين وإعادة توجيه طلبات التصدير نحو المصنعين المحليين.
مخاوف التعريفات الجمركية
وفي إجابة على سؤال طرحه أحد المشرعين أمس الثلاثاء حول استعدادات تايوان لنتائج الانتخابات الأميركية، ذكر ليو أنه بالرغم من أن الجزيرة قد تواجه تعريفة جمركية بنسبة 10% على صادراتها، فإن “الأثر سيكون محدوداً، خاصة وأن غالبية الموردين في تايوان يركزون بشكل رئيسي على التصنيع التعاقدي لخدمة العملاء الأميركيين”.
ويرى ليو أن فوز ترمب قد يُحدث فرقاً أكبر بالنسبة لتايوان مقارنة بفوز نائبة الرئيس كامالا هاريس، مؤكداً في الوقت ذاته أن تايوان مستعدة لمختلف السيناريوهات.
وفي سياق متصل، قال وزير الاقتصاد التايواني، كيو جيه-هوي، رداً على استفسارات المشرعين، إنه يتوقع أن تستمر هاريس في اتباع سياسات الحزب الديمقراطي الحالية تجاه تايوان.
ورغم إقراره بأن ترمب قد يتخذ إجراءات قد تؤثر سلباً على صناعة أشباه الموصلات في تايوان، أشار كو إلى أن “تايوان ستعتمد استراتيجيات لمواجهة هذه التحديات، ولن تكون الآثار كما يتخوف البعض”.
موقف أميركي تجاه الصين وتايوان
تدعي الصين أن الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزء من أراضيها، وهددت بالاستيلاء عليها بالقوة إذا لزم الأمر. وقد تعهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن مراراً بالدفاع عن تايوان في حال تعرضها لـ”هجوم غير مسبوق”.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس نيوز”، شددت هاريس على التزامها بسياسة “الغموض الاستراتيجي” التقليدية للولايات المتحدة، مؤكدة أهمية دعم تايوان للدفاع عن نفسها.
أما ترمب، فكان أقل دعماً، حيث صرح لمجلة “بلومبرغ بيزنس ويك” في وقت سابق من هذا العام بأن تايوان استولت على صناعة الرقائق الأميركية. كما طالب الجزيرة بتحمل تكلفة أكبر مقابل الدفاع، مشيراً إلى صعوبة الدفاع عنها ضد بكين. وقال إن “تايوان تبعد 9500 ميل عنا، بينما تبعد 68 ميلاً فقط عن الصين”.
وفي مقابلة لاحقة مع رئيس تحرير “بلومبرغ” جون ميكلثويت الشهر الماضي، تهرب ترمب من الإجابة بشكل مباشر عندما سُئل عما إذا كانت القوات الأميركية ستدافع عن تايوان في حال تعرضها لغزو صيني.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق