الوئام – خاص
الدكتورة علياء الشافعي – استشاري التربية الخاصة ومدرب دولي معتمد من منظمة اليونسكو
يتحدث الكثيرون عن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات التلفزيونية والهواتف المحمولة، ويظل نوع المحتوى الإعلامي المقدم عاملا مهما وتحديا أمام الطفل والأسرة معا، فنوعية المحتويات التي يتعرض لها الأطفال تلعب دورا في تشكيل وعيهم.
وتشير دراسات إلى أن البرامج التي توجه فيها الشخصيات الحديث إلى الطفل وتحاول استنطاقه وتحفيزه للرد وتعطيه فرصة للرد والتخمين وتتحاور فيما بينها وتحاكي الحوار الطبيعي، تقدم فرصا جيدة أمام الأطفال لسماع مفردات متنوعة، لكن هذا النوع من البرامج عالية الجودة يشكل، مع الأسف، نسبة قليلة من البرامج المتوفرة بالعربية للأطفال.
أما البرامج التي لا تحتوي على استخدام للغة، كتلك التي تستخدم رطانة بغير معنى والبرامج الصامتة أو التي تحتوي موسيقى فقط، فإنها لا تثري مفردات الطفل، وهذا النوع من البرامج أصبح شائعا مؤخرا على “يوتيوب”، إذ تستهدف الأطفال من مختلف أنحاء العالم، ولا تستخدم لغة معينة، لكي لا تنحصر المشاهدات على مستخدمي هذه اللغة.
كما يشيع خلال الفترة الأخيرة نوع الأغاني ذات النمط السريع والتي تتغير فيها المقاطع بسرعة، ويكون فيها تقريب وتبعيد لزاوية الكاميرا بطريقة متسارعة، وهذا النوع من نوع المحتويات -حسب دراسات- قد يشتت انتباه الطفل، ويحول دون أن يتعلم من الشاشة، وهو نمط شائع في منطقتنا العربية مع أغاني الأطفال على “يوتيوب” والتلفزيون.
كما وجدت دراسة أن الأطفال تحت عمر الثلاث سنوات في بعض بلدان المنطقة العربية، يشاهدون المحتويات غير التعليمية وأغاني الأطفال، أكثر من مشاهدتهم للمحتويات التعليمية، فيما يشاهد أقرانهم في الولايات المتحدة البرامج التعليمية أكثر من البرامج غير التعليمية، ولعل هذا يعود إلى نقص في توفر البرامج ذات الهدف التعليمي في البيئة الإعلامية للأطفال في الوطن العربي.
كثير من الأهالي يكتفي بما يسهل الوصول إليه من محتويات أو ما يجده عند البحث السريع عن برامج للأطفال.
ولهذا، فإن هناك الكثير مما يمكن عمله لتقديم تجربة رقمية نافعة وآمنة لأطفالنا، منها ما يقع على عاتق المنتجين وصانعي المحتوى، ومنها ما يقع على عاتق الأهالي الذين يؤمل أن يبذلوا جهدا في البحث عن المحتويات الملائمة وتوفيرها وتوجيه الطفل لاستخدامها، بدلا من المحتويات غير الملائمة.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية