باحث سياسي لـ”الوئام”: إيران قد تتخلّى عن كلّ وكلائها الإقليميين مقابل النووي

باحث سياسي لـ”الوئام”: إيران قد تتخلّى عن كلّ وكلائها الإقليميين مقابل النووي

هل تتخلَّى إيران عن حزب الله مقابل برنامجها النووي؟ سؤالٌ يطرح نفسه بقوّةٍ، في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، ذراع طهران ووكيلها العسكري في المنطقة.

ومؤخّرًا، أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده مستعدّة لبدء مفاوضات نووية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إذا “كانت الأطراف الأخرى راغبة في ذلك”.

في 2018، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، كما وقّع أمرًا رئاسيًا للبدء بإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران.

وفي السياق، يقول علي رجب، الباحث في الشؤون الإيرانية، إن القضية معقّدة وحسّاسة، وتتعلّق بالاستراتيجية النووية الإيرانية وعلاقات القوى في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أنه إذا تمكّنت إيران من الحصول على سلاح نووي، فهذا يمنحها نفوذًا دوليًا يفوق بكثيرٍ نفوذها الإقليمي الحالي، وهو ما يعزّز مكانتها كقوّة نووية، ليس فقط في الشرق الأوسط، لكن على الساحة العالمية.

ويوضّح علي رجب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه في حال تمّت صفقة كبرى بين إيران والقوى العالمية، تتعلق بالسماح لإيران بالحصول على السلاح النووي، قد تكون إيران مُستعدّة للتخلي عن غالبية أوراقها الاستراتيجية، مثل حزب الله، مقابل تأمين هذا السلاح، وفي هذا السيناريو، قد ترى إيران أن الاحتفاظ بالسلاح النووي أهم من الاحتفاظ بوكلائها الإقليميين.

الباحث في الشؤون الإيرانية يؤكّد أن الصفقة الكبرى التي قد تُعرض على إيران، قد لا تتعلّق بحزب الله فقط، بل قد تشمل قضايا أخرى، تتعلّق بأمن إسرائيل ودول الخليج، وتفكيك أذرع إيران الإقليمية، ووقف أنشطتها التخريبية في أوروبا، وربما إعادة النظر في علاقاتها مع الصين وروسيا.

ويتابع علي رجب: “هناك قلق كبير من أن إيران قد لا تلتزم بتعهداتها بعد حصولها على السلاح النووي، خاصةً أنّ ذلك سيُغيّر ميزان القوى بشكل جذري في المنطقة، إضافة إلى ذلك، فإنّ وجود دولة نووية في الشرق الأوسط، سيكون بمثابة خط أحمر ليس فقط لإسرائيل، بل للولايات المتحدة ودول الخليج أيضًا”.

ويشدّد الباحث السياسي على أن إسرائيل ستظلّ لاعبًا رئيسيًا في هذا السياق، وستُواصل العمل على إبقاء تفوّقها العسكري والنووي في المنطقة، ولن تقبل بأي شكلٍ من الأشكال أن تحصل إيران على هذا السلاح.

ويختتم حديثه ذاكرًا أنَّ “هناك سيناريوهات معقّدة قد تُحيط بالبرنامج النووي الإيراني، وقد تكون هذه الصفقة، رغم جاذبيتها لإيران، مرفوضة بسبب التغيّر الجذري الذي قد تُحدِثه في التوازن الإقليمي والدولي، وصعوبة الوثوق في التزام إيران بأي تعهدات بعد حصولها على السلاح النووي”.

 

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *