الهجمات على لبنان وتحولات الصراع في المنطقة

الهجمات على لبنان وتحولات الصراع في المنطقة

الدكتور محمد هندام – أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة المنصورة المصرية

تُشكِّل الهجمات التي تعرّضت لها لبنان، الثلاثاء، على شبكة الاتصالات اللاسلكية “بيجر”، نوعا من الاختراق الأمني الإسرائيلي الخطير لعناصر حزب الله، ويُمكن اعتبارها ضربا من التحول الخطير في صور الصراع في الشرق الأوسط، وهي هجمات مختلفة عن الهجمات السيبرانية المعتادة بين إسرائيل وإيران.

وتعدّ هذه الهجمات الإسرائيلية تحوّلا نوعيا في الصراع؛ لأن إسرائيل ترغب في إطالة وتوسيع أمد الحرب مع حزب الله، لكن تظل لدى حكومة تل أبيب، برئاسة بنيامين نتنياهو، إشكالية ومعضلة كببيرة أنها لا تريد الانسياق إلى معركة شاملة بريّة، لأنها تعاني في الجنوب (قطاع غزة)، مع استمرار الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، تتقدّمها حركة حماس، وهي معركة لم تضع أوزارها بعد، رغم الدمار الذي شهدته غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أيضا رفض الجيش الإسرائيلي الدخول في حرب شاملة ضد حزب الله خلال هذا التوقيت الحرج.

ويمكن اعتبار الهجمات الإسرائيلية على عناصر حزب الله وتفجير أجهزة “البيجر”، ما أصاب وقتل العشرات في لبنان، نوعا من الرد الإسرائيلي على الرشقات الصاروخية لحزب الله على مناطق شمال إسرائيل، والتهديد بوصول الصواريخ إلى قلب تل أبيب.

وتريد حكومة إسرائيل، برئاسة نتنياهو، أن تظهر قدرتها على الردع الفائق الذي كانت تتغنّى به دوما، عبر طرق شتى، دون إطلاق صواريخ مكلّفة ماديا أو ضربات جوية للطيران الحربي الإسرائيلي، والآن تستخدم أساليب مبتكرة للرد على حزب الله.

ولا شكّ أنّ هجمات الثلاثاء، على شبكات “البيجر” في لبنان، ستؤدّي إلى توسيع دائرة الهجمات، والرد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، لكن المؤكّد أنها اشتباكات لن تنجرف إلى مرحلة الحرب البرية الشاملة، وإن كان نتنياهو يريدها، وهو الذي يمثّل “الحريديم وجناح الصقور” بشدة، بينما يرفضها الجيش الإسرائيلي.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *