استعادت الأسهم الآسيوية جزءًا من قوتها بعد عمليات بيع عالمية، حيث ينتظر المتداولون صدور بيانات الوظائف الأمريكية هذا الأسبوع لتقييم مدى التيسير النقدي الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع مؤشر “إم إس سي آي” للأسهم الآسيوية بنسبة 0.8% بعد انخفاضه بنسبة تجاوزت 2% يوم الأربعاء، وهو أكبر تراجع منذ 5 أغسطس.
كما سجلت أسهم شركات صناعة الرقائق ارتفاعًا في كل من مؤشر “كوسبي” بكوريا الجنوبية و”تايكس” في تايوان بأكثر من 1%، وافتتحت مؤشرات الصين وهونغ كونغ القياسية على ارتفاع.
واستقرت سندات الخزانة الأمريكية بعد أن شهد العائد على السندات لأجل 10 سنوات تراجعًا بمقدار 8 نقاط أساس في الجلسة السابقة، مدعومة بتباطؤ في سوق العمل الأمريكية مما عزز الرهانات على تخفيضات حادة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وتراجع مؤشر قوة الدولار بنسبة 0.3%، بينما قلص الين الياباني مكاسبه التي دعمها ارتفاع الأجور الحقيقية.
ترقب تأثير بيانات الوظائف الأمريكية
وشهدت الأسواق المالية ردود فعل قوية تجاه البيانات الاقتصادية الأمريكية، وسط تصاعد الشكوك حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق “الهبوط الناعم” للاقتصاد. كما تأثرت الأصول ذات المخاطر بسبب تراجع أسهم شركة “إنفيديا” بأكبر نسبة انخفاض لها خلال يومين منذ أكتوبر 2022.
وتركز الأنظار الآن على بيانات الوظائف الأمريكية المقررة غداً الجمعة، والتي تعد من بين أهم المؤشرات قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر.
وقالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجية العملات في “كومنولث بنك أوف أستراليا”، إن الأسواق لا تزال في حالة حذر قبل تقرير الوظائف، مشيرة إلى أن هذه البيانات قد تدعم أو تعيق احتمالية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. وأضافت أن زوج “الدولار/ين” قد يتأثر بشدة في ظل مؤشرات التدهور في سوق العمل الأمريكية والسياسات النقدية المتباينة بين الولايات المتحدة واليابان.
كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في التداولات الآسيوية بعد أن أغلق مؤشرا “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” منخفضين بنسبة 0.2% يوم الأربعاء. كما توقفت أسهم شركة “نيبون ستيل” عن الانخفاض المستمر منذ ثلاثة أيام، وسط تكهنات بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يمنع صفقة استحواذها على “يونايتد ستايتس ستيل” بقيمة 14.1 مليار دولار.
الصين تدرس خفض أسعار الفائدة لدعم سوق العقارات
وفي الصين، تدرس الحكومة خفض أسعار الفائدة على قروض عقارية بقيمة تصل إلى 5.3 تريليون دولار، في محاولة لدعم سوق العقارات المتعثرة. لا تزال معنويات المستثمرين ضعيفة، حيث ألغى “جيه بي مورغان” توصيته بشراء الأسهم الصينية بسبب ضعف الدعم السياسي والتقلبات المرتبطة بالانتخابات الأمريكية. وأشار رئيس أبحاث الاقتصاد العالمي في “بنك أوف أميركا”، كلاوديو إيريغوين، إلى أن الدعم السياسي النقدي والمالي غير كافٍ لتحقيق هدف النمو السنوي بنسبة 5%.
ومع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة قريباً، ستحدد بيانات التوظيف الأمريكية حجم هذا الخفض.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
