استغاثة في شمال غزة

يواجه شمال غزة إبادة جماعية ومذابح مروعة ضد النازحين، عبر استهداف المباني السكنية والمستشفيات، وإجبار السكان على النزوح واستهدافهم في الممرات التي ادعى الاحتلال أنَّها آمنة.

شمال قطاع غزة الصامد منذ بدء العدوان الغاشم أكتوبر 2023، والمحاصر منذ شهور لإجبار السكان على إخلائه، تتفاقم مُعاناته مرة أخرى مع بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية ضد مُخيم جباليا للمرة الثالثة.

ولقد وصل عدد شهداء شمال غزة خلال يوم واحد فقط أكثر من 55 شهيدا، ولم يسلم أحد من نيران الاحتلال المجرم، سواء النساء أو الأطفال أو الصحفيين، أو حتى النائمين في خيم النزوح بمدخل مستشفى اليمن السعيد.

وعلى الرغم مما يتعرض له أهل الشمال، إلا أنهم صامدون في وجه هذا العدوان، رافضين التخلي عن منازلهم المدمرة، إذ إن كل مناطق غزة لم تعد آمنة، ولن يزيدهم النزوح من الشمال إلا معاناة فوق معاناتهم، بالإضافة إلى أن النزوح من الشمال سيحقق الأهداف الإسرائيلية الخبيثة.

إن المشاهد التي يتم تداولها من شمال قطاع غزة وخاصة من جباليا تظهر حجم الإجرام الإسرائيلي الذي ينتقم من المدنيين المحاصرين، كونه لم يستطع تحقيق أهدافه بالقضاء على فصائل المقاومة أو تحرير الأسرى، وفي ظل ممارسات الإبادة الجماعية يجب على المجتمع الدولي أن يتحلى ولو لمرة واحدة بالشجاعة ويوقف شلالات الدماء الفلسطينية، حتى نشعر أن هذا العالم لايزال يحمل ولو ذرة من إنسانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *