نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” هذا الأسبوع تقريرًا عن الارتفاع الكبير في أسعار اليورانيوم منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، مع القيود الغربية المفروضة على روسيا، التي تُعتبر من أكبر مراكز تخصيب المعدن في العالم، حيث تسيطر على 44% من قدرات التخصيب العالمية و22% من عمليات تحويل اليورانيوم.
وتشمل الدول الأخرى التي تمتلك قدرات تحويل وتخصيب اليورانيوم الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والصين.
على مدار العامين الماضيين، تضاعف سعر اليورانيوم المخصب ثلاث مرات ليصل إلى 176 دولارًا لوحدة الفصل العملية، وهي وحدة قياس جهد عزل نظائر اليورانيوم، وفقًا لبيانات شركة “يو أكس سي”.
أما سعر غاز سداسي فلوريد اليورانيوم، الذي يتحول من الكعكة الصفراء ثم يُكثف ليصبح أصابع الوقود للمفاعلات، فقد تضاعف أربع مرات في تلك الفترة ليصل إلى 68 دولارًا للكيلوغرام.
ويشير العديد من المراقبين إلى أن سلاسل الإمداد في مجال تحويل اليورانيوم وتخصيبه كانت الأكثر تأثرًا بالتوترات الجيوسياسية، خاصةً حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.
تعمل الدول المتقدمة التي تمتلك مناجم للمعدن المشع ومفاعلات لتوليد الطاقة النووية، مثل الولايات المتحدة وروسيا، على تطوير أجيال جديدة من المفاعلات النووية.
كما تُبذل جهود تكنولوجية مستمرة من دول مثل كوريا واليابان والصين، بالإضافة إلى أن عددًا من الدول بدأ تطوير عمليات التخصيب الخاصة بها، مثل باكستان وإيران. كما يتواجد تنافس غير مباشر على احتياطات بكر من المعدن المشع في دول فقيرة، مثل تلك الموجودة في أفغانستان.
ويتوقع العديد من المحللين والمعلقين زيادة الطلب على اليورانيوم وتخصيبه في الأعوام المقبلة مع تزايد التحول نحو الطاقة النووية، في ظل شبه تشبع توليد الطاقة من المصادر المستدامة الأخرى.
وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار اليورانيوم في أشكاله المختلفة، من “الكعكة الصفراء” (المستخرج الأول المعالج من التعدين لفصل اليورانيوم عن الشوائب الأخرى في المنجم) إلى أصابع الوقود للمفاعلات النووية.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
