الوئام- خاص
خلّفت الحرب في السودان، التي بدأت في 15 أبريل 2023، أكثر من 150 ألف قتيل وشرَّدت الملايين. وعلى الرغم مِن هذه الخسائر الفادحة، لا تزال المخاطر في السودان هائلة، إذ تتنافس العديد مِن الدول على النفوذ في منطقة ذات أهميّة استراتيجية غنية بالموارد.
واتُّهمت كل مِن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك التطهير العرقي والعنف الجنسي وتدمير البنية التحتية المدنية.
وفي السياق، يرى الكاتب والصحفي السوداني عطاف محمد مختار، أن مباحثات جنيف نجحت فقط في فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية، وفشلت في وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، موضّحا أن توم بيرييلو، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، فشل في اختراق الجدار الفولاذي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويقول عطاف مختار، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن المبعوث الأمريكي فشل أيضا في وقف هجمات الدعم السريع على المدنيين وسرقة قوت المواطنين، كما لم ينجح في إقناع الدولة السودانية بالمشاركة عبر وفد حكومي في محادثات جنيف.
الكاتب السوداني يشير إلى أن العالم يصمت تجاه أفريقيا عموما، والسودان خصوصا، ويعتبر مواطني القارة السمراء درجة ثالثة، لا يهتمّون بهم ولا يكترثون لهم، كما لم تفِ الأمم المتحدة بـ20% من تعهداتها وميزانيتها البالغة 2.7 مليار دولار لصالح أفريقيا كما ذكرت، بينما في نفس الوقت، تدعم العديد من الدول أوكرانيا بالمال والسلاح، وتقتطع من أموال روسيا، المحجوز عليها في البنوك الغربية.
ويحذّر عطاف مختار مِن أنّ الوضع في السودان مرشّح للمزيد مِن الأزمات وتفجّر العديد مِن الكوارث، موضّحا أن الدّعم السريع لم يتوقّف عن قصف المدن، بالإضافة إلى الكوليرا والسيول والأمطار.
ويُنهي الصحفي السوداني مضيفا: “الوضع ظلاميّ وعلى أشدّه في السودان، وسيشتدّ الصّراع وفق الأوضاع الرّاهنة، ما لم يتوقّف الدعم الخارجي للدعم السّريع، وأيضا يجب أن تُشارك حكومة البرهان في جميع المنابر التي دعمت السلام”.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
