أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الانتخابات الأمريكية، سواء كانت رئاسية أو تشريعية، تُعد الأكثر تكلفة على مستوى العالم، حيث تبلغ تكلفتها حوالي 16 مليار دولار، مما يجعلها تتجاوز تكاليف الانتخابات في الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا بمعدل يصل إلى 40 مرة.
وتستمر الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة لمدة عامين، مما يعرض الناخبين لفيض من الإعلانات عبر شاشات التلفزيون والراديو واللوحات الإعلانية والهواتف الذكية.
ومن المتوقع أن تكون انتخابات 2024 هي الأعلى كلفة على الإطلاق، حيث يُقدَّر الإنفاق على جميع السباقات الانتخابية الفيدرالية بنحو 15.9 مليار دولار، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي بلغ 15.1 مليار دولار في عام 2020، وفقًا لمجموعة “أوبن سيكرتس”، التي تتعقب الإنفاق في الحملات الانتخابية.
وعلى الرغم من أن معدل التضخم قد يجعل هذه الانتخابات تبدو أقل تكلفة مقارنة بعام 2020، إلا أن التكلفة الكلية لكل من الانتخابات الحالية والسابقة تتجاوز بكثير تكاليف انتخابات عام 2016، حيث تضاعفت التكلفة منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الأمريكية تعتبر شاذة عند مقارنتها بالديمقراطيات الصناعية الأخرى.
فمدة الحملات الانتخابية في كندا تتراوح بين 36 و50 يومًا بتكلفة تبلغ حوالي 69 مليون دولار فقط، بينما في بريطانيا، استمرت الحملة الانتخابية لعام 2024 لمدة ستة أسابيع فقط، ويُقدَّر إنفاق الأحزاب في هذه الانتخابات بحوالي 80 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، حققت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بعد توليها مكان الرئيس جو بايدن، نجاحًا كبيرًا في جمع التبرعات، حيث حصلت على 300 مليون دولار في أول أسبوعين، وبلغ إجمالي ما جمعته مليار دولار، مقارنةً بـ800 مليون دولار لجونالد ترامب، وهو ما يعني أن حملة هاريس حققت ما يعادل 9 آلاف دولار في الدقيقة.
وتتطلب قوانين الانتخابات الأمريكية أن يتم تمويل المرشحين عبر اللجان السياسية بدلاً من التمويل المباشر، وهو ما ساهم في زيادة عدد المانحين وحجم التبرعات، وبالتالي زيادة تكاليف الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك، تساهم جغرافية الولايات المتحدة الكبيرة ونظام الانتخابات التمهيدية في زيادة طول مدة الانتخابات وتكاليفها، مما يبرز دور المال كعامل حاسم في السياسة الأمريكية.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
