في إطار سياستها للردع النووي البحري، عملت البحرية الأمريكية على تطوير غواصات الصواريخ الباليستية، والتي تلعب «دورًا حاسمًا» في الثالوث النووي للولايات المتحدة، إلا أن منافسين آخرين كانوا يسعون لتطوير قدرات مشابهة.
فمن «تايفون» إلى «فانغارد»، عمليات تطوير على الغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية، لم تتوقف على مر السنين، بحسب صحيفة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، التي قالت إن «تايفون»، والتي كانت أكبر غواصة تم بناؤها على الإطلاق، كانت بمثابة مضاد سوفييتي للغواصة أوهايو، والتي لا تزال جزءًا رئيسيًا من الردع النووي البحري الأمريكي.
إلا أن الغواصة أوهايو ستغادر الخدمة قريبا، لتحل محلها الغواصة كولومبيا، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن الفواصة البريطانية فانغارد والروسية دلتا الرابعة تتمتعان -أيضًا- بقدراتهما المتقدمة.
ومن بين أكبر خمس غواصات تعمل بالصواريخ الباليستية هي: تايفون، وأوهايو، وكولومبيا، وفانغارد، ودلتا الرابعة.
غواصة تايفون
في العام الماضي، تصدرت الغواصة النووية الروسية دميتري دونسكوي عناوين الأخبار عندما أخرجت من الخدمة قبل الموعد المخطط له. كانت هذه السفينة من فئة تايفون هي السفينة الرئيسية لمشروع 941 السوفييتي من فئة أكولا.
ورغم أن هذه الفئة المتقادمة تطورت في البداية لمواجهة غواصات أوهايو التابعة للبحرية الأمريكية، إلا أن غواصات تايفون لم تعد تقود الأسطول البحري الروسي.
لكن هذه الفئة الأسطورية لا تزال تحظى بالاحترام؛ فبإزاحة مغمورة تبلغ نحو 48 ألف طن، كانت غواصات تايفون أكبر غواصة تم بناؤها على الإطلاق. ومن حيث التسليح، كانت غواصات تايفون قادرة على إطلاق صواريخ نووية بعيدة المدى حتى وهي راسية على الأرصفة.
غواصة أوهايو
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن الغواصات النووية الأمريكية من فئة أوهايو التي تحمل صواريخ باليستية هي بلا شك أقوى نقاط الردع النووي البحري التي تمتلكها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تحتل مرتبة عالية من حيث براعة الغواصات.
وتحمل الغواصة أوهايو ما يقرب من نصف الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية النشطة في الولايات المتحدة. وتمتلك البحرية الأمريكية حالياً منها، 14 غواصة نووية، بالإضافة إلى أربع غواصات من فئة أوهايو تحمل صواريخ كروز.
ومن الجدير بالذكر أن هذه السفن المسلحة جيداً قادرة على حمل عشرين صاروخاً من طراز ترايدنت 2 لكل منها. وتستطيع حمل 154 صاروخاً من طراز توماهوك، بالإضافة إلى صواريخ هاربون المضادة للسفن التي تطلقها الطوربيدات، كما تتمتع بمرونة أكبر كثيراً من نظيراتها من الصواريخ الباليستية.
غواصة كولومبيا
وستحل غواصات كولومبيا القادمة التابعة للبحرية محل غواصات أوهايو السابقة عند تقديمها. وفي حين اكتسبت هذه السفن اهتمامًا إعلاميًا سلبيًا في الأشهر الأخيرة بسبب تأخيرات التصنيع، فإن سفن كولومبيا ستمثل بلا شك الأفضل على الإطلاق عندما تبحر في النهاية.
ومن المتوقع أن يبلغ طول هذه السفن 560 قدمًا وأن تزيح 21000 طن، مما يجعلها أكبر بكثير من الفئات السابقة. ومن الجدير بالذكر أن المفاعلات النووية للسفن لن تتطلب إعادة التزود بالوقود أثناء خدمتها المخطط لها مدى الحياة.
غواصة الصواريخ
ورغم أن العديد من التفاصيل والمواصفات المحيطة بالبرنامج القادم لا تزال سرية، فإن هذه السفن ستُجهز بـ16 أنبوبًا صاروخيًا لإطلاق الصواريخ الباليستية من طراز ترايدنت 2 دي 5 التي تطلقها الغواصات.
فانغارد
تعتبر فئة الغواصات النووية الحاملة للصواريخ الباليستية من فئة فانغارد التابعة للبحرية الملكية البريطانية واحدة من أفضل الغواصات من نوعها.
هذه الغواصات جرى تطويرها في المملكة المتحدة لتكون بمثابة رادع نووي بحري، وهي مزودة بأربعة أنابيب طوربيد مقاس 21 بوصة ويمكنها حمل ما يصل إلى 16 طوربيدًا ثقيل الوزن من طراز سبيرفيش.
ويمكن إطلاق الصواريخ الباليستية المجهزة على هذه السفن على أهداف تصل إلى 4000 ميل. وتعد سفن فانغارد أكبر الغواصات المصنعة في المملكة المتحدة، حيث يمكنها إزاحة ما يقرب من 16000 طن عند غمرها بالمياه.
فئة دلتا الرابعة
لمدة أكثر من خمسة عقود، كانت الغواصات من فئة دلتا ذات التصميم السوفييتي هي الدعامة الأساسية لأساطيل الغواصات الاستراتيجية في الاتحاد السوفييتي وروسيا. والإصدار الأحدث – فئة دلتا الرابعة – مزود بأحدث القدرات.
كل من هذه السفن مسلحة بستة عشر صاروخا باليستيا من طراز R-29RMU Sineva يعمل بالوقود السائل، ويمكن لكل منها حمل ما بين أربعة وثمانية رؤوس حربية. واليوم، من المتوقع استبدال الغواصات الستة المتبقية من طراز Delta IV في الخدمة بخط Borei الجديد من الغواصات الاستراتيجية في المستقبل.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية