ارتفعت أسهم البنوك الأميركية، بما في ذلك “سيتي غروب”، و”جيه بي مورغان”، و “غولدمان ساكس”، في تداولات ما قبل السوق، حيث راهن المستثمرون على أن دونالد ترمب سيفي بوعوده بخفض الضرائب وتقليل القواعد التنظيمية لهذه الصناعة.
خلال الحملة الانتخابية، تعهد ترمب بخفض معدل الضريبة على الشركات إلى 15% من 21%، وإلغاء 10 لوائح تنظيمية لكل تشريع جديد، مما يوفر بيئة أكثر جاذبية للبنوك من منافسته كامالا هاريس، التي كانت تخطط لرفع ضرائب الشركات.
كما وعد بإصلاح الهيئات التنظيمية الرئيسية، وتعهد بإقالة المنظمين بما في ذلك رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات غاري غينسلر.
قال مارك فيتزغيبون، محلل لدى “بايبر ساندلر”، في مذكرة لعملائه: “نحن واثقون من أن الجانب التنظيمي سيتراجع إلى الوراء قليلا. والعديد من المصرفيين كانوا يشتكون من أن المدققين كانوا غير معقولين أو غير عقلانيين، أو ببساطة غير واضحين. نعتقد أن هذا سيتحسن مع إدارة أكثر وداً للبنوك”.
يضيف فوز ترمب إلى سلسلة من الأخبار السارة لرؤساء البنوك الأميركية، الذين كانوا متفائلين بالفعل في الأشهر الأخيرة بشأن التعامل مع بيئة تشهد انخفاض أسعار الفائدة، وقدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق هبوط اقتصادي سلس. وساعد ذلك على دفع مؤشر “كيه بي دبليو” (KBW)، الذي يضم 24 بنكاً، إلى الارتفاع بنسبة 27% حتى الآن خلال العام الجاري، وحتى نهاية التداول يوم الثلاثاء.
مكاسب إضافية
ارتفعت أسهم “سيتي غروب” بنسبة 8.4% في الساعة 6:52 صباحاً في نيويورك. كما ارتفعت أسهم “جي بي مورغان”، و”غولدمان” بنسبة لا تقل عن 7% لكل منهما. وصعد صندوق تداول المؤشرات الذي يتتبع حركة الأسهم الكبرى للبنوك، مما يجعله في طريقه نحو أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين.
قد تعني عودة ترمب إلى البيت الأبيض أيضا مكسبا للمديرين التنفيذيين الذين كانوا يضغطون ضد تبني الولايات المتحدة لأحدث نسخة من قواعد بازل، التي ستزيد من حجم رأس المال الذي يجب عليهم الاحتفاظ به.
كانت الولايات المتحدة خففت بالفعل من متطلبات رأس المال المخطط لها لأكبر بنوكها، لكن هناك تكهنات متزايدة بأن ترمب قد يعكس اقتراح بازل ويضع القطاع المالي على مسار نحو تقليل القيود التنظيمية”، وفقا لما كتبه محللو “بلومبرغ إنتليجنس” الشهر الماضي.
ورجح الخبيران في “بلومبرغ إنتليجنس” ناثان دين وأرنولد كاكودا: “أن تؤدي إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترمب إلى منع أي زيادات في رأس مال البنوك بموجب القاعدة المعروفة باسم (بازل 3 النهائية)ويتوقع أن ترفض القيادة التنظيمية الجديدة في مكتب مراقبة العملة في عام 2025 المضي قدماً في تنفيذ القاعدة، ولا يمكننا استبعاد احتمال أن يتم الانتهاء من نسخة مخففة من القاعدة في عام 2026 أو 2027، لكننا نعتقد أن العمل المتعلق بها سيتم إيقافه مؤقتا في البداية”.
نتائج متباينة لبنوك أوروبا
سيؤدي فوز ترمب إلى نتائج متباينة بالنسبة للبنوك الأوروبية، وفقا لمحللين في “سيتي غروب”. وارتفع سهم بنك “باركليز”، الذي يتمتع بحضور كبير في الولايات المتحدة في كل من الخدمات المصرفية الاستثمارية وبطاقات الائتمان، بما يصل إلى 5.3% في تداولات لندن، في حين انخفض سهم البنك الإسباني “بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا”، الذي تعد المكسيك أكبر سوق له، بما يصل إلى 5.2%، وهي أكبر خسارة له منذ أغسطس.
كانت الحركة في أسهم البنوك الأوروبية الأخرى أيضا أكثر تبايناً، حيث يُقيّم المتداولون احتمال فرض التعريفات الجمركية، بجانب الأولويات الأخرى التي قد تكون لدى إدارة ترمب القادمة.
وارتفع سهم بنك “رايفايزن إنترناشيونال” (Raiffeisen Bank International AG) بما يصل إلى 10.7% في التعاملات المبكرة، وهو أكبر ارتفاع خلال 11 شهراً، مدعوماً بتعهد ترمب بتسريع إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا. ويعد المُقرض أكبر بنك أجنبي لا يزال يعمل في روسيا، إلا أن العقوبات تمنعه من الوصول إلى الأرباح التي يحققها فرعه هناك.
قال غابور بوكتا، محلل في شركة “كونكورد” للأوراق المالية: “بدأت السوق في تسعير سيناريو خفض التصعيد”. وأضاف: “قد تزداد المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة بعد إعادة انتخاب الرئيس ترمب، مما قد يسهم في تخفيف التوترات الجيوسياسية”.
ارتفعت أسهم بنك “إتش إس بي سي”، الذي يعتبر الصين أحد أكبر أسواقه، بنسبة 0.3%، لكنه كان أقل أداءً من نظرائه في مؤشر “إف تي إس إي 350” (FTSE 350) للبنوك.
وقال محللون في “بيكتيت ويلث مانجمنت” (Pictet Wealth Management) في مذكرة للعملاء: “نعتقد أن هذا السيناريو الانتخابي يدعم الأسهم الأميركية مقارنة ببقية العالم”. وأضافوا أن “المستفيدين من هذا السيناريو قد يكونوا الشركات المالية والشركات التي تمتلك سيولة”.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق