مؤشرات وول ستريت تنتعش بفضل إشارة باول لقوة الاقتصاد

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أعلى مستوياتها على الإطلاق، مرتفعةً جنباً إلى جنب مع السندات والسلع وسط موجة من المكاسب عبر الأصول هي الأقوى في أيام قرارات الاحتياطي الفيدرالي للفائدة هذا العام.

واصلت الأسهم صعودها بعد الانتخابات، إذ ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بنسبة 0.7% مسجلاً رقمه القياسي الـ49 هذا العام. وجاء ذلك بعد أن قال جيروم باول إن الاقتصاد قوي بينما امتنع عن الإشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يتجنب خفض أسعار الفائدة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 4.33%. وانخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.8%.

قال بريت كينويل من “إي تورو” (eToro): “ذكّر باول ورفاقه المستثمرين بالأساس القوي الذي يستند عليه الاقتصاد الأميركي”، و”باول لم يكشف عمّا إذا كان الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما لا ينبغي أن يفاجئ المستثمرين. ومع ذلك، يبدو الاحتياطي الفيدرالي أكثر ارتياحاً لسوق العمل والظروف الاقتصادية الأميركية الحالية عما كان عليه قبل بضعة أشهر”.

صوّت مسؤولو السياسة النقدية بالإجماع لصالح خفض سعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي بمقدار ربع نقطة مئوية، بعد خفض أكبر في سبتمبر. وقاموا بتعديل صياغة البيان المرافق للقرار ليشير إلى أن “ظروف سوق العمل قد تحسنت بشكل عام”، وكرروا أن “معدل البطالة ارتفع لكنه لا يزال منخفضا”. وحُذف البيان الإشارة إلى “مزيد من” التقدم في مكافحة التضخم، مع الإشارة إلى أن التضخم “حقق تقدماً نحو هدف اللجنة البالغ 2% ولكنه لا يزال مرتفعاً إلى حد ما”.

كيف ترى “وول ستريت” قرار الفيدرالي؟

نيل دوتا من “رينيسانس ماكرو ريسرش”:

“ليس هناك تلميحات على التوقف عن خفض الفائدة في ديسمبر. وفي اعتقادي أنه لأمر جيد أن الاحتياطي الفيدرالي لم يلق باللوم على الأعاصير أو الإضرابات التي شهدتها سوق العمل مؤخراً. بل تمسك فقط بأنها تراجعت بشكل عام.. هذا البيان يستبعد خيار التوقف عن خفض الفائدة في ديسمبر”.

سونو فارغيز من “كارسون غروب”:

“يبدو أن باول لا يميل إلى التنبؤ بمسار أسعار الفائدة، كما أنه لا يقدم أي تنبؤات بما يتوقعونه لتأثير السياسة المالية على الاقتصاد”.

بيل آدامز من “كومريكا بنك”:

“باختصار، تابع الاحتياطي الفيدرالي الخفض الذي أشار في قرار سبتمبر، لكنه كان أقل إصراراً على ضرورة إجراء المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. صرح باول أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال (في طريقه نحو موقف أكثر حيادية)، لكن الحياد فكرة نظرية وليس مستوى محددا”.

لويس ألفارادو من معهد “ويلز فارغو” للاستثمار:

“اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم لم يقدم الإثارة لمراقبي السوق، خاصة أن السوق توقعت خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بالكامل”.

“نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيمضي بحذر في 2025 في تقييم ما إذا كانت المقترحات الاقتصادية للرئيس ترمب ستصبح في نهاية المطاف سياسات فعلية، وكيف ستؤثر هذه السياسات في نهاية المطاف على التضخم وأسواق العمل والنمو الاقتصادي الشامل. وكما هو الحال دائماً، الاحتياطي الفيدرال سيواصل اعتماده على البيانات الاقتصادية”.

جيمي كوكس من “هاريس فاينانشال غروب”:

“ميزان المخاطر يمنح الاحتياطي الفيدرالي مجالاً واسعاً لخفض أسعار فائدة التمويل حتى 2025. ولا ينبغي للأسواق أن تتوقع تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة ما لم يتجه الاقتصاد نحو الركود، ولا يبدو ذلك محتملاً على الإطلاق لبعض الوقت”.

ويتني واتسون من “غولدمان ساكس أسيت مانجمنت”:

“مع ورود بيانات التضخم والتوظيف الإضافية، رفع “الفيدرالي” سعر الفائدة 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً. ونتوقع أن يتخذ نفس الخطوة في ديسمبر. ومع ذلك، فإن البيانات القوية وعدم اليقين بشأن السياسات المالية والتجارية يعني ارتفاع المخاطر بشكل قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة التيسير النقدي. لذا، فإن (التوقف عن خفض الفائدة) لن يحدث قبل 2025″.

غريغ ماكبرايد من “بنك ريت”:

“يواصل الاحتياطي الفيدرالي تيسير سياسته النقدية، إذ خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، كما هو متوقع. وتعني الوتيرة القوية للنمو الاقتصادي أن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يتخلى عن الإلحاح الذي دفعه لخفض الفائدة نصف نقطة في سبتمبر، واتخاذ وتيرة مدروسة أكثر بواقع ربع نقطة في التخفيضات المستقبلية”.

جيفري روتش من “إل بي إل فاينانشال”:

“يبحث المستثمرون عن التوازن بعد أن عانوا من الخفض الكبير بأسعار الفائدة على مدار الشهرين الماضيين. وكما كان متوقعاً، كانت توقعات المستثمرين مبالغاً فيها بشأن حجم تخفيضات أسعار الفائدة على مدى الأرباع القليلة المقبلة، والآن مع التركيز على العجز، يجب على الأسواق العودة إلى أرض الواقع”.