رفضت الهيئة التنظيمية العليا للطاقة في الولايات المتحدة اتفاقاً خاصاً كان سيسمح لمركز بيانات تابع لشركة “أمازون” باستخدام مزيد من الكهرباء من محطة طاقة نووية مجاورة.
جاء قرار لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأميركية (FERC) ليشكل ضربة لجهود شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسعى لتزويد مراكز بياناتها المتعطشة للطاقة الكهربائية من مولدات تقع قرب منشآتها. وقد صوت المفوضون بنتيجة 2-1 ضد اقتراح لزيادة كمية الكهرباء المزودة لمركز بيانات “أمازون” المجاور لمنشأة الطاقة النووية “ساسكويهانا” (Susquehanna) المملوكة لشركة “تالين إنرجي” (Talen Energy).
اعتراضات ومخاوف بشأن الموثوقية
وأوضح أعضاء اللجنة أن الخطة، المقدمة كتعديل من قبل مشغل الشبكة الإقليمي نيابة عن الأطراف المعنية، لم تقدم أدلة كافية تبرر هذا العقد الخاص وفق القواعد الفيدرالية. وأشاروا إلى أن هذا الاتفاق قد يشكل سابقة ويستدعى مراجعة أعمق. ومن جانبه، اعترض رئيس لجنة تنظيم الطاقة ويلي فيليبس على القرار، قائلاً إن مشغل الشبكة تناول قضايا الموثوقية، واعتبر هذا القرار خطوة إلى الوراء لكل من موثوقية الكهرباء والأمن القومي.
في مارس، دفعت “أمازون ويب سيرفيسز” (Amazon Web Services) ما قيمته 650 مليون دولار لشركة “تالين” مقابل الاستحواذ على مركز بيانات بقدرة 960 ميغاواط بالقرب من محطة “ساسكويهانا” النووية في ولاية بنسلفانيا، ووقعت اتفاقاً طويل الأجل لشراء الكهرباء من المحطة.
في يونيو، طلبت “بي جيه إم إنتركونيكشن” (PJM Interconnection)، التي تدير شبكة الكهرباء في شرق أميركا وتخدم أكثر من 65 مليون شخص، موافقة الوكالة الفيدرالية لزيادة استهلاك الكهرباء في الموقع إلى 480 ميغاواط بدلاً من 300 ميغاواط. إلا أن شركات الكهرباء “أميركان إليكتريك باور” (American Electric Power) و”إكسيلون” (Exelon) اعترضت على الخطوة بحجة أنها قد تهدد موثوقية الشبكة وترفع تكاليف الكهرباء على المستهلكين.
تحديات تواجه المستهلكين
وجاء قرار اللجنة الفيدرالية مساء الجمعة عقب مؤتمر تقني للجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية والذي استمر يوماً كاملاً لمناقشة هذا الموضوع، حيث جرى التطرق إلى الجوانب الإيجابية والتحديات التي يواجهها وضع مراكز البيانات بجانب محطات الكهرباء الحالية. ولفت فيليبس إلى أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة تمثل فرصة لتعزيز الأمن القومي والنمو الاقتصادي. ومع التزايد المتوقع في استهلاك الكهرباء من قبل مراكز البيانات في الولايات المتحدة، يخشى البعض أن تؤدي مثل هذه الصفقات إلى تحويل التكاليف إلى المستهلكين الآخرين.
كما أن الحكم الصادر أمس الجمعة يضع عراقيل أمام شركات إنتاج الكهرباء، مثل “فيسترا” (Vistra) و”كونستليشن إنرجي” (Constellation Energy) و”تالين”، التي شهدت أسهمها ارتفاعاً في الآونة الأخيرة بناءً على توقعات إبرام صفقات مماثلة لبيع الكهرباء بامتيازات مالية مع شركات التكنولوجيا الكبرى ذات السيولة الوفيرة.
نقص كهربائي متوقع
بينما تقدمت “بي جيه إم” بالملف لتسهيل صفقة “أمازون-تالين”، حذرت من احتمالية مواجهة نقص في توليد الكهرباء بحلول عام 2030، بحسب ما قاله ستو بريسلر، نائب الرئيس التنفيذي لخدمات السوق والاستراتيجية خلال الاجتماع التقني يوم الجمعة. وأضاف أن استهلاك الطاقة الكبير من قبل منشآت مجاورة قد يثير مخاوف تتعلق بالموثوقية ويعوق التخطيط السليم. كما أن “بي جيه إم”، التي تخدم أكثر من 65 مليون شخص من واشنطن حتى إلينوي، تلقت طلبات من مطورين لإضافة حمل كهربائي بقدرة 8.5 غيغاواط في مواقع قريبة من محطات كهرباء قائمة.
وقال بريسلر في البيان: “إذا استمرت الأحمال المتزامنة في الاندماج بوتيرة أسرع من القدرة على التخطيط الموثوق، فعلى الصناعة إدراك المخاطر المستقبلية التي قد تؤثر على استمرارية العمليات بشكل موثوق”.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق