تُشكل الآلام والأوجاع هاجساً لدى كثير من الناس الذين يخشونها ويقلقون من الأمراض بسبب أنها تجلب هذه الآلام، لكن المفاجأة التي قد تُذهل الكثيرين هي أن لهذه الآلام فوائد صحية كثيرة ومذهلة، ويستفيد الجسم من هذه الآلام التي هي بمثابة العلاج أصلاً لكثير من الأمراض.
وبحسب تقرير نشرته مجلة «تايم» الأميركية، فعلى مدى العقد الماضي وجد العلماء بشكل متزايد أن أشكالاً معينة من الألم والانفعال، بكميات معتدلة، تؤدي إلى فوائد للصحة العقلية والجسدية. وتشمل الأمثلة البحثية تمارين القلب، ورفع الأثقال، وحمامات الثلج والبخار، والساونا عالية الحرارة، والصيام عن الطعام، وتناول الفلفل الحار، وحتى حبس الأنفاس.
وينقل التقرير عن الأبحاث العلمية والطبية القول إن البشر عندما يتعرضون لأشكال متعددة من الإجهاد فإن توازن الأكسجين في خلايا الجسم يختل، وفي المقابل تعمل «الميتوكوندريا»، وهي هياكل على شكل حبة الفاصوليا تزود الخلايا بالطاقة، على تكثيف جهودها للمساعدة في التغلب على التحدي.
ويقول العلماء إن الإجهاد والتعب والآلام والأوجاع تفرز «الميتوكوندريا» التي تُفرز بدورها أنواعاً مختلفة من الأكسجين.
ويشير العلماء الى أن «الإجهاد الهرموني أكثر قابلية للإدارة، فنحن ننحني ولكننا لا ننكسر، ويرجع هذا جزئياً إلى بروتين يسى (Nrf-2)، حيث يطير هذا البروتين إلى العمل، ويدخل النواة ويتجه إلى سلم الحمض النووي الملتوي في كل خلية، وهناك يمسك بالجزيئات التي ترسل إشارات إلى الخلايا لتكوين فريق من البروتينات الأصغر لمكافحة الإجهاد، كما تعمل على إزالة السموم وإصلاح الخلايا في جميع أنحاء الجسم، وتعزيز الصحة والمرونة».
وتربط الأبحاث الواعدة «الإجهاد الهرموني» بالوقاية من السرطان والخرف وأمراض القلب.
ويقول العلماء إن أفضل أنواع «الإجهاد الهرموني» هو ممارسة الرياضة، حيث تُحرم العضلات من الأكسجين، مما ينبه (Nrf-2) إلى العمل، مما يؤدي إلى بدء تحصيل الفوائد.
وبالإضافة إلى ممارسة الرياضة، فإن مجموعة من الأنشطة غير المريحة الأخرى تحفز مسار (Nrf-2) وردود الفعل الخلوية الأخرى التي يمكن أن تقوي أجسامنا، وتشمل هذه الأنشطة تقييد السعرات الحرارية أو الصيام المتقطع، حيث يتناول الأشخاص سعرات حرارية أقل يومياً أو يأخذون فترات راحة طويلة من الأكل دون تقليل السعرات الحرارية الإجمالية، وكلا النهجين يضغطان على الخلايا، مما ينشط مسارات الحماية في الجسم.
وربطت بعض الأبحاث، وخاصة في الفئران، تقييد السعرات الحرارية بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، ويعتقد العلماء أن تنشيط مسار (Nrf-2) هو السبب جزئياً، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول الصيام لدى البشر، ولكن قد تشمل الفوائد الأخرى تحسين نسبة السكر في الدم وصحة القلب.
وتحتوي بعض الأطعمة، وخاصة المركبات النباتية، على سموم منخفضة المستوى تعمل أيضاً على تحفيز (Nrf-2)، ومن الأمثلة على ذلك الكابسيسين في الفلفل الحار، والبوليفينول في الشاي الأخضر، والسلفورافان في البروكلي.
كما تظهر الدراسات أن الاستخدام المتكرر للساونا يمكن أن يعزز صحة القلب بشكل أساسي من خلال المسارات المرتبطة بالإجهاد الحراري.
ملحوظة هامة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرأي