انخفضت الأسهم الآسيوية، يوم الخميس، بعد انخفاض الأسهم الأميركية والسندات الحكومية، حيث أدت البيانات الاقتصادية القوية إلى عدم وضوح الصورة بشأن التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتراجعت الأسهم في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، مما أثر على مؤشر أسهم المنطقة، الذي اتجه نحو الانخفاض لليوم الثاني. وتقلبت أسهم البر الرئيسي الصيني، بينما ارتفعت الأسهم في هونغ كونغ، مع استيعاب المستثمرين لتقرير يظهر أن بيانات التصنيع الصينية الشهرية سجلت أول نمو لها منذ أبريل.
وقال شياو جيا تشي، كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك “كريدي أجريكول”، لتلفزيون “بلومبرغ”: “لا يزال يتعين علينا أن نرى المزيد من خفض أسعار الفائدة لجعل الأسر أكثر راحة في الاستهلاك ولإقناع الشركات الخاصة بضخ المزيد من الاستثمار”.
انخفضت العقود الآجلة الأميركية، متأثرة بخسائر التداولات بعد إغلاق السوق لشركة “مايكروسوفت” عقب إعلانها عن توقعات أداء مخيبة للآمال، وشركة “ميتا بلاتفورمز” بعد نتائج الأرباح. وخسر مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” 0.3%، كما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8% يوم الأربعاء.
رهانات خفض الفائدة الأميركية
واستقرت سندات الخزانة في التعاملات الآسيوية، بينما ارتفعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية. وانخفض مؤشر سوق السندات العالمية إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر تقريباً يوم الأربعاء. وقلص المتداولون رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية بعد أن أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي توسع بوتيرة قوية في الربع الثالث، مدعوماً بتسارع مشتريات الأسر والإنفاق الدفاعي. كما ارتفع مؤشر التضخم الأساسي بنسبة 2.2%، وهو ما يتماشى تقريباً مع هدف الاحتياطي الفيدرالي.
دفع احتمال فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الأسبوع المقبل البعض إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن التضخم.
وقال دانييل يو، رئيس تخصيص الأصول في شركة “يوانتا” للأوراق المالية، لتلفزيون “بلومبرغ”: “الرئيس سيغير منظور دورة الاستثمار”، مسلطاً الضوء على الآثار المحتملة لزيادة التعريفات الجمركية وانخفاض الضرائب على الشركات في عهد ترمب.
وأضاف “يو”: “من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تسريع الضغوط التضخمية، وبالتالي قد يتم خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ أو حتى قد لا يحدث خفض”.
في أماكن أخرى في آسيا، لم يتغير الين كثيراً عند حوالي 153 ين للدولار قبل قرار بنك اليابان بشأن سعر الفائدة، حيث من المتوقع أن يبقى عند 0.25%. وستُعلق تايوان التداول في سوق الأسهم يوم الخميس مع اقتراب إعصار قوي من البلاد.
تقلبات سعر الصرف
انخفض مؤشر قوة الدولار قليلاً يوم الأربعاء. وارتفع مقياس لتقلب الأسعار الضمني لمدة أسبوع واحد على مؤشر الدولار الخاص بـ”بلومبرغ”، يوم الأربعاء، إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2022، عندما اجتاحت مخاوف الركود الأسواق المالية لفترة وجيزة. يشير ذلك إلى أن المتداولين يستعدون لتقلبات كبيرة في العملة مقابل نظرائها الرئيسيين مثل اليورو والين واليوان الصيني والبيزو المكسيكي، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة عقود الخيارات التي تحمي من هذه التحركات.
ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الخميس، لتوسع مكاسبها من الجلسة السابقة. وظل سعر الذهب مستقراً عند حوالي 2787 دولارا للأونصة في وقت مبكر من يوم الخميس بعد أن سجل رقماً قياسياً جديداً في الجلسة السابقة. وكانت الطلبات على المعدن الثمين مدعومة جزئياً بعدم اليقين الذي يطرحه تصويت الأسبوع المقبل.
تنعكس المعنويات الإيجابية في سوق الأسهم الأميركية على التدفقات التي زادت إلى السوق، وهو ما قد يعطي دفعة جديدة للأسهم بمجرد انتهاء الانتخابات في الولايات المتحدة.
تتراكم العناصر التي تدفع نحو الارتفاع، حيث تعلن الشركات عن نتائج أعمال قوية، كما تبدأ الشركات في إعادة شراء الأسهم. وقد يكون المستثمرون في حالة من الإفراط في التحوط بسبب سلسلة الأرباح ومخاطر الانتخابات الأميركية وقرارات الفيدرالي الشهر المقبل. ومع انخفاض تقلبات السوق من أعلى مستوى في أوائل أغسطس، قد يضطر المستثمرون العاديون، ومتداولو الخيارات إلى اقتناص الأسهم.
الانتخابات الأميركية
قد تعود حالة الزخم الكبيرة إلى الأسواق في أعقاب الانتخابات الأميركية، حسبما كتب استراتيجيون في بنك “باركليز” بقيادة إيمانويل كاو في مذكرة، قائلين إنه يبدو أن المستثمرين في وضع “الانتظار والترقب” قبل التصويت.
كانت التدفقات إلى أسواق الأسهم مستقرة في أكتوبر، مع استمرار الحذر وانخفاض أحجام التداول. ويقول الاستراتيجيون إن صناديق التحوط وشركات الاستثمار التي تتبع استراتيجيات التداول المنهجية زادت من مراكزها في الأسهم في أكتوبر، بعد أن كانت على الهامش بشكل كبير في سبتمبر.
في حين قد ترتفع الأسهم الأميركية، في انتظار انتصار محتمل لدونالد ترمب في انتخابات الأسبوع المقبل، يقول الاستراتيجيون في “سيتي غروب” إنه احتمال حدوث فوز ساحق للحزب الجمهوري سيكون بمثابة إشارة للأسواق من أجل البيع.
يُعد انتصار ترمب بشكل عام خبراً جيداً للأسهم، لأن مقترحاته لخفض الضرائب على الشركات من المحتمل أن تفيد أرباح الشركات. ومع ذلك، يجادل استراتيجيو “سيتي غروب” بأن المعنويات الإيجابية التي تدفع مؤشر “إس أند بي 500” نحو شهره السادس من المكاسب تجعل منه عرضة للتصحيح.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق