بعد سقوط نظام الأسد.. ما هي حقيقة تغيير العملة السورية؟

بعد سقوط نظام الأسد.. ما هي حقيقة تغيير العملة السورية؟

شهدت الليرة السورية، وهي العملة الرسمية للجمهورية العربية السورية، تدهورًا حادًا في قيمتها عقب سقوط نظام بشار الأسد، حيث تعرضت لانهيار ملحوظ مقابل الدولار الأمريكي، قبل أن تعاود الاستقرار نسبيًا إلى مستويات قريبة من الفترة التي سبقت الإطاحة بالنظام، مسجلة 16,000 ليرة مقابل الدولار في أسواق دمشق.

مصير الليرة السورية بعد سقوط نظام الأسد

مع سقوط نظام بشار الأسد، تصاعدت التساؤلات بشأن مصير العملة السورية، وخاصةً الفئة الألفي ليرة التي تحمل صورة الأسد، حيث ثار جدل حول إمكانية تغييرها أو إلغائها.

في هذا السياق، أصدر مصرف سوريا المركزي بيانًا رسميًا أكد فيه استمرارية العمل بالليرة السورية بكافة فئاتها، مشددًا على أن الودائع المصرفية للمواطنين آمنة ولم تتعرض لأي مخاطر.

وأوضح البنك أن جميع المؤسسات المالية مستمرة في تقديم خدماتها بشكل طبيعي، كما وجه شركات الصرافة والحوالات الداخلية بالالتزام بتسليم الحوالات بالليرة السورية، وذلك بما يتماشى مع القرارات المالية المعمول بها.

من جانبه، صرّح لؤي المنجد، وزير التجارة وحماية المستهلك السوري، أن أي قرار يتعلق بتغيير العملة هو في الأساس قرار سياسي، في إشارة إلى أهمية الاستقرار السياسي في التأثير على القرارات المالية والنقدية.

انهيار الليرة السورية أمام الدولار

شهدت الليرة السورية تراجعًا تاريخيًا على مدار السنوات الأخيرة نتيجة العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على سوريا، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، ووفقًا لتقارير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن الليرة السورية سجلت أدنى مستوياتها خلال السنوات الأربع الماضية.

في بداية عام 2021، كان سعر صرف الدولار يقارب 3,000 ليرة في السوقين الرسمية والموازية، ومع بداية عام 2022، ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء إلى 4,000 ليرة، ثم واصل الصعود حتى وصل إلى 7,000 ليرة بحلول نهاية نفس العام.

وفي بداية عام 2023، شهدت الليرة مزيدًا من الانخفاض، حيث ارتفع الدولار إلى 8,000 ليرة، واستمر هذا الارتفاع تدريجيًا ليصل إلى 10,000 ليرة، بينما ظلت الحكومة السورية السابقة تحافظ على السعر الرسمي عند 3,000 ليرة، مما أدى إلى زيادة الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي.

بحلول 10 ديسمبر 2024، شهدت الليرة السورية انخفاضًا قياسيًا، حيث سجل الدولار 16,000 ليرة في دمشق، وارتفع إلى 17,000 ليرة في حلب، مما يعكس الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد وسط الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة.

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.