بعد 78 عامًا من غرقها.. اكتشاف حطام سفينة الأشباح في المحيط الهادئ

بعد 78 عامًا من غرقها.. اكتشاف حطام سفينة الأشباح في المحيط الهادئ

نجحت شركة “Ocean Infinity” في اكتشاف حطام المدمرة الأمريكية “USS Stewart”، وهي السفينة الوحيدة التابعة للبحرية الأمريكية التي استولى عليها الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

تم العثور على السفينة باستخدام أسطول من الطائرات المسيرة ذاتية التشغيل، التي كانت تنفذ مهمة رسم الخرائط في محمية “Cordell Bank” البحرية، الواقعة على مساحة 1,286 ميلًا مربعًا قبالة سواحل كاليفورنيا، وفق ما نقله موقع “Popular Science“.

السفينة، التي يُطلق عليها “سفينة الأشباح في المحيط الهادئ”، يبلغ طولها 314 قدمًا، وتقع على عمق 3,500 قدم تحت سطح المحيط.

ورغم غرقها قبل 78 عامًا، فإنها لا تزال في حالة جيدة نسبيًا، مما يجعلها واحدة من أفضل حطام المدمرات الأمريكية من نوع “four-piper” حفظًا، وفقًا لما ذكرته ماريا براون، المشرفة على محميات “Cordell Bank” و”Greater Farallones” البحرية.

من الخدمة الأمريكية إلى سفينة الأشباح

تعتبر قصة “USS Stewart” فريدة في تاريخ البحرية الأمريكية، حيث أُغرقت السفينة في البداية بعد تعرضها لأضرار جسيمة في معركة، قبل أن ينجح الجيش الياباني في انتشالها وإصلاحها، ثم استخدامها كحراسة لقوافل بحرية يابانية.

خلال هذه الفترة، أطلق عليها الطيارون المتحالفون لقب “سفينة الأشباح” بعد رصدها في مناطق عميقة ضمن أراضي العدو.

وعقب استسلام اليابان، استعادت البحرية الأمريكية السفينة، وكان من المخطط سحبها إلى موطنها الأصلي. إلا أن محركاتها تعطلت قرب جزيرة غوام، مما اضطر الأسطول لسحبها حتى الولايات المتحدة، حيث تم إغراقها بشكل نهائي في 24 مايو 1946، بعد استخدامها كهدف للتدريب، واستغرقت ساعتين من إطلاق النار لتغرق تمامًا.

بالصدفة.. اكتشفت سفينة الأشباح

ورغم المحاولات المتكررة لتحديد موقع السفينة على مدى عقود، جاء الاكتشاف الناجح في أغسطس الماضي بصدفة تامة. إذ كانت “Ocean Infinity” تجري اختبارًا لعدة طائرات مسيرة كبيرة الحجم، عندما اقترح روس ماثيوز، رئيس مؤسسة “Air/Sea Heritage Foundation”، استخدام الطائرات في البحث عن “USS Stewart” بعدما حدد إحداثيات القاطرة التي سحبتها إلى موقع غرقها النهائي.

وفي غضون ساعات، تمكنت الطائرات من تحديد موقع الحطام.

وقال جيم ديلغادو، نائب رئيس شركة “SEARCH, Inc” المتخصصة في الآثار البحرية والمشاركة في المشروع، إن هذا الاكتشاف يعكس “تغييرًا جذريًا في عمليات استكشاف المحيطات”، مؤكدًا على الإمكانات الهائلة التي توفرها هذه التكنولوجيا في تحديد مواقع الحطام والبحث العلمي.

تطبيقات مستقبلية للتكنولوجيا البحرية

إلى جانب اكتشاف حطام السفن، يمكن استخدام هذه الطائرات المسيرة في مهام متنوعة، مثل تحديد المواقع المناسبة لإنشاء مزارع الرياح البحرية، وتخطيط مسارات للكابلات البحرية. ويعد هذا الإنجاز خطوة جديدة نحو تعزيز قدرات الاستكشاف البحري باستخدام التقنيات ذاتية التشغيل.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *