سارة كونلي.. أيقونة موسيقية أضاءت سماء الأوركسترا السعودية

سارة كونلي.. أيقونة موسيقية أضاءت سماء الأوركسترا السعودية

في أمسية استثنائية في العاصمة البريطانية لندن، وقفت سيدة بريطانية في الستينيات من عمرها لتأسر جمهور “روائع الأوركسترا السعودية”.

فسارة كونلي، هذه المغنية البريطانية التي تمتد مسيرتها الفنية لعقود، أدهشت الحضور بأدائها المذهل لدور “زرقاء اليمامة”، الشخصية الأسطورية التي ترمز إلى البصيرة الثاقبة في التراث العربي، ما قدمته لم يكن مجرد أداء أوبرالي تقليدي، بل عرضًا يمزج بين التراث السعودي والفن الكلاسيكي الغربي، في حدث موسيقي يعكس عالمية الثقافة السعودية الجديدة.

وتألقت سارة كونلي على مسرح “سنترال هول وستمنستر” الذي احتضن الحفل، وكان أداؤها لشخصية “زرقاء اليمامة” بمثابة مزيج بين القوة العاطفية والبراعة التقنية.

وبرعت في إيصال المعاني الرمزية للشخصية، التي تمثل في التاريخ العربي الفطنة والحكمة، مضيفةً لمسات درامية ألهمت الجمهور.

وجذب هذا العرض اهتمامًا واسعًا، حيث لم يكن فقط مجرد حدث فني، بل محطة مفصلية في مسيرة الأوركسترا السعودية، التي استطاعت بفضل هذا العرض أن تصدّر جزءًا من تراثها إلى العالم الغربي.

من هي سارة كونلي؟

سارة كونلي ليست مجرد مغنية ميزو سوبرانو عادية، بل أيقونة في عالم الأوبرا الكلاسيكية. وُلدت سارة في “درام كاونتي” بشمال شرق إنجلترا، وبدأت رحلتها مع الموسيقى في سن مبكرة، حيث درست البيانو والغناء في الكلية الملكية للموسيقى بلندن.

ومنذ تلك اللحظة، بدأت تبني لنفسها سمعة عالمية كواحدة من أعظم مغنيات “الميزو سوبرانو”، بفضل صوتها القوي والمتنوع الذي مكنها من تأدية أصعب الأدوار الكلاسيكية.

كما شاركت كونلي في العديد من المهرجانات المرموقة على مستوى العالم، مثل مهرجانات ألديبورج وإدنبرة وسالزبورج وتاجلوود، وقدمت عروضًا متميزة ضمن حفلات هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وكان أبرز ما قدمته خلال تلك الحفلات، أداؤها المنفرد في الليلة الأخيرة من حفلات “بي بي سي” لعام 2009، وهو ما عزز مكانتها كأحد أعمدة الفن الأوبرالي.

حازت سارة كونلي على مجموعة كبيرة من الأوسمة والجوائز التي تعكس إسهاماتها الكبيرة في مجال الموسيقى.

وفي عام 2010، حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية تكريمًا لمسيرتها الفنية الاستثنائية.

وفي العام التالي، كُرّمت من قِبل جمعية الموسيقيين المشتركة، لتنال جائزة الموسيقى المتميزة، وهي واحدة من أرفع الجوائز الموسيقية في بريطانيا.

أما في عام 2017، تم منحها وسام “قائدة دام”، وهو أرفع وسام موسيقي في بريطانيا، تكريمًا لدورها الرائد في النهوض بالفن الكلاسيكي.

وفي عام 2020، أصبحت عضوةً فخرية في الجمعية الفيلهارمونية الملكية، وهي واحدة من أعرق المؤسسات الموسيقية في العالم، وذلك تقديرًا لخدمتها البارزة في مجال الموسيقى.

كما نالت في ديسمبر 2023، وسام الملك للموسيقى من الملك تشارلز الثالث، وهي جائزة تُمنح فقط للأشخاص الذين يتركون أثرًا بالغًا في الحياة الموسيقية والثقافية البريطانية.

دور “زرقاء اليمامة” ورمزيته

أداء سارة كونلي لشخصية “زرقاء اليمامة” لم يكن مجرد تجربة موسيقية عابرة، بل هو تذكير بأهمية الفن في نقل التراث الثقافي، فشخصية “زرقاء اليمامة” لها جذور عميقة في الثقافة العربية، وتروي قصة المرأة التي امتلكت حاسة بصر خارقة، ما جعلها رمزًا للحكمة والحدس القوي، وتجسيد هذه الشخصية على المسرح الغربي من خلال أداء كونلي لم يكن فقط تكريمًا لهذا الرمز التاريخي، بل أيضًا فرصة لتعريف الجمهور الغربي بأهمية تلك الأسطورة في التراث العربي، مما يعزز التبادل الثقافي والفني بين الحضارات.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *