نموذج “الألماس”.. سرّ الريادة في عصر العولمة

نموذج “الألماس”.. سرّ الريادة في عصر العولمة

الدكتور سامح عادل – استشاري التدريب والتطوير المؤسسي

يُعدُّ عالم الأعمال الحديث ساحة تنافسية شديدة على المستوى الدولي، إذ تسعى الدول والشركات لتحقيق التفوّق والريادة في الأسواق العالمية، وتبرز الميزة التنافسية كعامل جوهري، لتمكين الدول والشركات مِن التميّز في صناعات مُعيّنة.

قدَّم مايكل بورتر، أحد أبرز علماء الإدارة الاستراتيجية الحديثة، في كتابه “الميزة التنافسية للأمم”، نموذجا يشرح مِن خلاله العوامل التي تُمكّن بعض الدول مِن التفوّق على غيرها في الصناعات العالمية، هذا النموذج هو نموذج “الألماس”.

ويُركّز هذا النموذج على 4 عوامل رئيسية، تُسهِم في بناء ميزة التفوّق والريادة، ممّا يساعد الدول على تحقيق النجاح في الأسواق العالمية ومواجهة تحديات العولمة بفعالية.

ونستعرض هذه العوامل الأربعة باختصار كالتالي:

العوامل الأساسية:

تشير إلى الموارد المتاحة في الدولة؛ مثل العمالة الماهرة، الموارد الطبيعية، والبنية التحتية المتطوّرة.

وتُعدّ الدول التي تمتلك موارد قوية ومتنوّعة، قادرة على تعزيز صناعاتها وتطوير قدراتها التنافسية على مستوى العالم، على سبيل المثال، الدول التي تمتلك قوّة عاملة متعلّمة ومتخصّصة، يمكنها الابتكار وتحسين الإنتاج.

شروط الطلب:

تلعب قوّة الطلب المحلي دورا محوريا في دفع الشركات نحو الابتكار والتطوّر، وعندما يكون هناك طلب محلي قوي، تُجبر الشركات على تحسين جودة منتجاتها وخدماتها لتلبية احتياجات السوق، مما يعزّز قدرتها على المنافسة عالميا.

الصّناعات ذات الصّلة والدّاعمة:

وجود صناعات داعمة وقوية في الدولة يُسهم في تعزيز الميزة التنافسية، كما تُساعد الصناعات التي تُوفّر موادّ أوّلية أو تقنيات متطورة، الشركات في تطوير منتجاتها بشكل أفضل وأسرع، مما يزيد من فرص النجاح في الأسواق العالمية.

الاستراتيجية والهيكل والتنافس:

تُعدّ المنافسة المحلية الشديدة بين الشركات دافعا رئيسيا للابتكار والتحسين المُستمر، وتسعى الشركات التي تواجه منافسة قوية في أسواقها المحلية دائما، إلى تقديم أفضل المنتجات والخدمات، بالإضافة إلى تطوير استراتيجياتها وهياكلها التنظيمية، مما يعزّز من قدرتها على المنافسة عالميا.

ختاما، يُعدّ نموذج “الألماس” لمايكل بورتر، أداة قوية لفَهم كيف يمكن للدول والشركات تحقيق ميزة تنافسية مستدامة على المستوى الدولي، فمن خلال التركيز على العوامل الأربعة الأساسية للنموذج، يُمكن للشركات تحسين قدرتها على الابتكار والتطوير، والاستفادة من الموارد المحليّة لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.

ومع تزايُد تأثير العولمة، يُصبح هذا النموذج أكثر أهمية للشركات التي تسعى إلى التوسّع دوليا، إذ يُوجّهها نحو كيفية استخدام إمكانياتها المحلية للتفوّق في البيئات التنافسية العالمية وتحقيق النجاح المُستدام.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *