خبير سياسي لـ”الوئام”: الصين قدّمت مساعدات عسكرية مجانية لدول أفريقية

خبير سياسي لـ”الوئام”: الصين قدّمت مساعدات عسكرية مجانية لدول أفريقية

الوئام- خاص

تُواصِل الصين تعزيز تعاونها وتوثيق علاقاتها مع الدول الأفريقية، وعُقد مؤخرا منتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك”، وأطلقت خلاله بكين استراتيجية جديدة لتوثيق روابط الصّلة مع القارة السمراء، بحضور عشرات الزعماء والقادة الأفارقة.

وفي السياق، يرى مازن إسلام، المتخصّص في الشأن الصيني، أن قمة هذا العام “فوكاك” كانت استثنائية وتاريخية في سبيل عصر جديد من العلاقات الثنائية بين الصين وأفريقيا اللتين تُمثّلان ثُلث سكان العالم، واليوم وصلت العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد لتعزيز الوئام والوحدة في مواجهة التحديات العالمية، ولعلّ أهم ما يميّز قمّة هذا العام هو حجم التمثيل الدبلوماسي من قبل القادة الأفارقة، إذ شارك قادة 53 دولة أفريقية ومنظمات إقليمية ودولية ذات الصلة، فضلا عن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، كضيف شرف.

ويقول مازن إسلام، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن الرئيس الصيني افتتح المنتدى بكلمة وصفتها وسائل الإعلام العالمية بأنها تاريخية، وخلال كلمته، طرح 10 خطط مستقبلية وعملية لتعزيز التعاون في جميع المجالات، لتبدأ علاقة تعاون شاملة بين التنين الصيني ودول القارة السمراء، موضّحا أن أهم الخطط التي اقترحها شي إلغاء التعريفات الجمركية عن جميع الدول التي تتمتّع بعلاقات استراتيجية شاملة مع الصين، فضلا عن الدعم العسكري وتوفير مليون فرصة عمل، وإعداد كوادر سياسية في الدول الأفريقية قادرة على القيادة، وضخّ الاستثمارات للقضاء على الفقر وتحسين معيشة الشعوب الأفريقية.

المتخصّص في الشأن الصيني يشير إلى أن العلاقات الصينية الأفريقية أصبحت نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات الدولية، وعلى مدار السنوات الماضية، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول الأفريقية، بحجم تبادُل تجاري تخطّى 280 مليار دولار أمريكي، واستثمارات مباشرة تجاوزت 40 مليار دولار، إلا أنّ الصين، ولأول مرة من خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي هذا العام، عملت على تعزيز علاقاتها السياسية مع الدول الأفريقية، من خلال تقديم مساعدات عسكرية مجانية وبقيمة مليون يوان صيني للحفاظ على السلام والأمن، وهو تغيّر واضح في السياسة الدولية الصينية.

ويؤكّد إسلام أن السياسة الصينية على مدار التاريخ، خاصةً منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة، لا تبحث عن الهيمنة، سواء كانت الاقتصادية أو السياسية، بل تبحث عن الصّداقة والتعاون المربح لكلا الجانبين والتنمية.

ويختتم المتخصّص في الشأن الصيني حديثه متابعا: “عانت الدول الأفريقية على مدار السنوات الماضية، بسبب الاحتلال الغربي الذي نهب ثرواتها وخيراتها، وأصبحت تبحث الآن عن شريك أكثر موثوقية، يدعم تنميتها وازدهارها، وليس استغلالها لمنفعته الخاصّة، وبالفعل نجحت الصين في بناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك للبشرية، يعود بالنفع على شعبي البلدين، من خلال استثماراتها اللامحدودة في القارة السمراء، التي وفّرت آلاف فرص العمل للعديد من الشباب، ومهّدت الطرق وخطوط السكك الحديدية لتعزيز الاستثمارات في الدول الأفريقية، فضلا عن اتباع ’دبلوماسية الاستادات’ لمساعدة الدول الأفريقية على استضافة كل الأحداث الرياضية الكبرى، من خلال بناء استادات رياضية عالمية”.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *