خطط نتنياهو بشأن الحرب وعرقلة جهود الوساطة

خطط نتنياهو بشأن الحرب وعرقلة جهود الوساطة

يسري عبيد – الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية

لا يزال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مستمرا في جهوده الدؤوبة، لإفشال خطط الوسطاء، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف نزيف الدماء بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويحاول نتنياهو من آنٍ لآخر نصب الفخاخ في طريق الوساطة، لضمان استمرار الحرب المندلعة منذ 7 أكتوبر الماضي، مع السّعي لعرقلة أي جهود ترمي لوقف نزيف الدم بغزة، لإخلاء القطاع بشكل تام من أهله وقاطنيه.

ورغم وجود اعتراضات إسرائيلية داخلية وتظاهرات مستمرّة، تطالب بعقد صفقة لتبادُل الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل، إلى جانب الضغوط الدولية الرّاغبة في وجود اتفاق هدنة يكون مُقدّمة لاتفاق سلام دائم، فإن نتنياهو يلقي بكلّ تلك الضّغوط ورغبات السلام خلف ظهره، في ظلّ دعم أمريكي غير مُتوقّف ومساندة وتأهب عسكري غير مسبوق مساند لحكومة إسرائيل.

اخترع رئيس وزراء إسرائيل فزاعة محور “فيلادلفيا” لعرقلة كل جهود الوساطة، وتحدَّى جهود الوسطاء (الولايات المتحدة ومصر) بخصوص هذا المحور، الذي وجد فيه نتنياهو ضالته للاستمرار في الحرب وعدم الدخول في اتفاق هدنة.

ويعوّل نتنياهو، خلال الفترة المقبلة وخلال الحرب، على عاملين مهمّين للاستمرار في السلطة وتحقيق المكاسب، داخليا: هناك أجنحة من “الصقور” والسّاسة داخل إسرائيل لا يرغبون في اتفاق هدنة أو سلام، وترى في الحرب وإنهاء وجود الفصائل وحركة حماس واستعادة الرهائن لدى حماس، الانتصار الكامل والهدف الذي يوافق هوى نتنياهو.

وعلى الصعيد الخارجي، يستقوي نتنياهو بدعم الحزبين الجمهوري قبل الديمقراطي في الولايات المتحدة، لا سيما أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه دعم كبير من الحزب الديمقراطي حاليا، ورغم أي اختلافات أو تصريحات من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضد نتنياهو، فإنّ الأخير يحظى بدعم واسع من الحزب.

كما أن نتنياهو لديه شبه صفقة مع دونالد ترامب، المرشح الجمهوري القوي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وبالتالي، هذه الأوراق كلها بيد نتنياهو، تشجّعه على عدم الدخول في صفقة الهدنة.

 

 

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *