قطار التنمية في ليبيا يصل الجنوب.. هل يطيح بالبندقية والشعر الأشعث؟

قطار التنمية في ليبيا يصل الجنوب.. هل يطيح بالبندقية والشعر الأشعث؟


«من التهميش إلى الإعمار»، تحول كبير تجاه الجنوب الليبي الذي بات على أجندة التنمية في البلد الأفريقي، قافزًا فوق العقبات والعراقيل التي وضعته في ذيل قائمة الاهتمام.

تحول حمل شعلته الجيش الليبي ومجلس النواب، واللذان وضعا ملف «الجنوب» أولوية قصوى، بهدف إحداث طفرة تنموية وإعمار في تلك البقعة، وتطهيرها من قبل المليشيات المسلحة، وعصابات تهريب الوقود والاتجار في البشر.

هدف استعد الجيش لتحقيقه بعمليات عسكرية، وتمركز لقواته في الآونة الأخيرة، في محاولة منه لضبط الأمن وإعادة الاستقرار، والقضاء على حالة الفراغ السياسي والأمني، في تلك المنطقة.

إلا أن نجاح هذه الجهود ووصول قطار الإعمار إلى مناطق أخرى يظل رهينة استتباب الأمن والاستقرار السياسي، وضبط الفوضى المليشياوية التي تقف حجر عثرة أمام أي مساع للتنمية، بحسب خبراء استطلعت «العين الإخبارية» آراءهم.

وكان رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، دعا للتفاهم والحوار، وإنها وجود المليشيات المسلحة؛ لحل المشاكل الليبية، فيما أكد القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، استمرار الجيش في تحقيق التنمية والاستقرار، مع إعطاء جنوب البلاد أولوية.

فهل يُحيّد قطار التنمية المليشيات المسلحة؟

يقول المحلل السياسي الليبي سالم سويري، إن المشكلة الحقيقية في طرابلس وغالبية المناطق الغربية هي سطوة التشكيلات المسلحة لسنوات، والتي يطلق عليها «معضلة المليشيات».

وأوضح المحلل السياسي الليبي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه رغم أن انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة أدى إلى إنشاء تشكيل مسلح في كل منطقة للاستقواء على الدولة، إلا أن هناك بصيص أمل في الوعي المجتمعي الذي بدأ يتزايد، والإرادة نحو المصالحة والتسامح وبناء الدولة.

وأشار إلى أن تصريحات رئيس مجلس النواب والقائد العام تنبع من عقيدة متجذرة لديهما بأهمية الإعمار والتنمية الحقيقية التي تكون على أرض الواقع وليست إنجازات تلتقط صورها على مواقع التواصل الاجتماعي كما حدث في بنغازي، والتي عانت لسنوات من عوز شديد للمرافق الخدمية وللطرق وللجسور، إلا أنها أصبحت الآن مدينة حقيقية بها مؤسسات ومرافق تليق بالمواطن.

وكان حفتر أكد أن الجيش يحظى بتأييد شعبي كبير، متعهدًا باستمرار تحقيق التنمية والاستقرار بليبيا، على أن يكون ملف الجنوب أولوية.

وبحسب المحلل الليبي، فإنه حال إنهاء الوجود المسلح وإبقاء السلاح في يد الدولة ستنطلق المشاريع الحقيقية وسيبدأ التغيير، معللا ذلك بقوله، إن وجود هذه التشكيلات المسلحة في طرابلس يحجب عنها نور التغيير الحقيقي ويجعلها حبيسة البندقية والشعر الأشعث -في إشارة إلى المليشيات-.

الحلم تحول لحقيقة 

أما المحلل العسكري والسياسي الليبي محمد الترهوني فيرى أن وصول قطار التنمية إلى الجنوب «يعكس تحول الوعد إلى الحقيقة، فعندما زار المشير خليفة حفتر الجنوب وعد بتثبيت الأمن والأمان المستمر على ما كان سابقا، ونجح في استقطاب الاستثمار والتنمية من الداخل والخارج للجنوب المهمش لعقود».

وفي حديث لـ«العين الإخبارية»، أوضح الترهوني، أن تصريحات صالح وحفتر تدل على رؤية جديدة للجنوب، الذي سيكون موطن الإعمار والبناء، وتبعث بالأمل على رأب الصدع، وتدعو للوفاق وتوحيد الصف.

وكان صالح، أكد أن المجموعات المسلحة تعطل عملية الانتقال السياسي السلس، وتهدد استقرار، مشددا على ضرورة دعم الجيش الليبي لتحقيق الأمن بجنوب البلاد.

وجدد دعوته لإخلاء العاصمة طرابلس من المجموعات المسلحة؛ ما يعطي فرصة للتوافق بين الليبيين والمحافظة على أمن البلاد.

خطاب كشف عن مناخ من الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما ستتلقفه الشركات الخارجية التي ستسعى إلى الاستثمار في تلك المناطق، بحسب المحلل السياسي.

آمال التنمية

ويعقد الليبيون آمالا على هذا المؤتمر في أن يساهم في غرس مشروعات التنمية في المنطقة الجنوبية، سواء الخاصة بالكهرباء أو المياه أو التعليم أو الصحة أو استثمار الثروات المعدنية التي تزخر بها المنطقة.

وسبق أن أطلقت الحكومة، المكلفة من مجلس النواب، عملية إعادة إعمار الجنوب، في فبراير/شباط الماضي، والتي تتضمن تطوير وبناء عدد من المشروعات وصيانة البنى التحتية، وعلى إثر ذلك توافدت الشركات المحلية والأجنبية على مدن الجنوب، للبدء في مشروعات الإعمار والتنمية في جميع المرافق والقطاعات.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *