يزداد المشهد الإسرائيلي تأزّما وتعقيداً يوماً بعد يوماً، وفي أحدث تطوّر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنّ قائد القوات البرية، اللواء تامير ياداي، استقال من منصبه “لأسباب شخصية”، وفق إعلام عبري.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وافقاً على طلب ياداي.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن ياداي سيكون في إجازة مؤقتة في الوقت الحالي، وسيقدّم في وقت لاحق ترشيحه “لمناصب مهمة” في الجيش.
وفي سياق متصل، يؤكد الدكتور علي الأعور، أستاذ حل النزاعات الدولية والإقليمية، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الأمور بدأت تتغيّر على مستوى المشهد السياسي في إسرائيل، وعلى مستوى الشارع، بعد العثور على 6 أسرى قتلى في غزة ونقلهم في توابيت، موضحاً أن هذه القضية ستكون نقطة تحوّل في المفاوضات الجارية في القاهرة والدوحة، وأيضاً نقطة تحوّل لدى الإسرائيليين ولدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الرغم من كلّ التصريحات التي أدلى بها حول عدم استجابته للضغوط.
ويقول علي الأعور، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن هذه الحادثة سوف تغيّر وتؤثّر في عقلية وتفكير نتنياهو نحو مستقبل 100 أسير إسرائيلي ما زالوا في يد المقاومة الفلسطينية وحركة “حماس”، ونحن الآن أمام منعطف مهم في الشأن الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية ربما يتخذان قرارات مهمة ضد نتنياهو خلال الأيام المقبلة.
أستاذ حل النزاعات الدولية والإقليمية يشدّد على أن نتنياهو سوف يخضع في النهاية لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ويوافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا، أما بشأن الانسحاب من محور نتساريم، فسوف يكون القرار المهم فيه لرئيسَي الموساد والشاباك، مؤكدًا أن الأمور وصلت لدرجة كبيرة مِن التأثير على المجتمع الإسرائيلي، بدليل الإضراب الذي نظّمته نقابة العمّال “الهستدروت”، وحتى لو كان لمدة يوم واحد، فهذا قرار مهم وتحوُّل كبير، والمُتغيّرات قادمة لا محالة.
ويذكر الأعور أن عملية حاجز ترقوميا في الضفة الغربية واستعادة جثث الأسرى الـ6، تسبَّبتا في زلزال كبير داخل المجتمع الإسرائيلي، منوّهًا بأن اليسار الإسرائيلي يشارك لأول مرة بقوّة في التظاهرات، كما دعا بيني جانتس، زعيم المعسكر الوطني، إلى الخروج للشوارع، كما أن نتنياهو في مأزق، والمعادلة تغيّرت في الداخل الإسرائيلي.
ويختتم الخبير في الشأن الإسرائيلي حديثه مشيرًا إلى أن “المشهد تغيّر تمامًا في غزة، ولن يعود أي أسير إسرائيلي على قيد الحياة، إلا عبر صفقة، تتضمّن وقف إطلاق النار والانسحاب من محورَي فيلادلفيا ونتساريم”.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
