في الوقت الذي يكافح فيه للسيطرة على الأزمات السياسية غير المسبوقة التي تهز البلاد، تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضربة قوية من رئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد رهانه على تنحي الرئيس خلال أشهر.
في الوقت الذي يكافح فيه للسيطرة على الأزمات السياسية غير المسبوقة التي تهز البلاد، تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضربة قوية من رئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد رهانه على تنحي الرئيس خلال أشهر.
ورغم إصرار ماكرون المتكرر على أنه سيبقى في منصبه حتى نهاية ولايته في 2027، إلا أن فيليب يستعد لاستقالة الرئيس الفرنسي ربما في وقت مبكر من عام 2025 وذلك وفقا لما ذكره عدد من أعضاء حزبه “آفاق” في تصريحات لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
ويرتبط فيليب وهو سياسي ينتمي إلى يمين الوسط بعلاقة معقدة مع الرئيس ماكرون ويشغل حاليا منصب عمدة لوهافر.
وفي مقابلة مع صحيفة “لوبوان”، الفرنسية أمس الثلاثاء، كشف فيليب عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما يمثل انتكاسة كبيرة لماكرون الذي كان يعتبر رئيس الوزراء السابق حليفا له.
ورغم أن طموحاته السياسية ليست سرا إلا أن هذا الإعلان كان غير متوقع خاصة من ناحية توقيته الذي يأتي بالتزامن مع تكثيف ماكرون جهوده لتعيين رئيس وزراء جديد وسط محادثات ماراثونية مع سياسيين من مختلف الأطياف لكنها لم تسفر بعد عن حل وسط.
ويقوم الوزراء الفرنسيون حاليا بتصريف الأعمال منذ استقالة الحكومة عقب الانتخابات البرلمانية المبكرة في يوليو/تموز الماضي والتي أسفرت عن برلمان معلق مع فشل أي كتلة في تحقيق الأغلبية المطلقة.
وتعهد ماكرون بالبقاء في منصبه حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027، كضامن للمؤسسات الفرنسية لكن فيليب، الذي تولى رئاسة الحكومة في الفترة من 2017 وحتى 2020 يعتقد أن الرئيس لن يستمر في الإليزيه لفترة طويلة.
وكلف فيليب حزبه للاستعداد لانتخابات في ربيع 2025 وفقا لما ذكرته قيادة الحزب العليا لـ”بوليتيكو” التي نقلت عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء السابق قوله “إنه يعتقد أن كل شيء يمكن أن يتحرك”.
وحتى لو جرى تعيين حكومة جديدة في الأيام المقبلة، فإنها ستظل تواجه معركة فورية وشاقة تتمثل في تمرير ميزانية صعبة من خلال برلمان منقسم الأمر الذي قد يؤدي إلى إثارة أزمة داخلية أخرى حيث يجب تقديم ميزانية 2025 قبل الأول من أكتوبر/تشرين الأول والتصويت عليها قبل الأول من يناير/كانون الثاني، وفق بوليتيكو.
كانت علاقة فيليب وماكرون قائمة على التنافس والاحترام المتبادل حيث تعهد رئيس الوزراء السابق، الذي يعد أحد أكثر السياسيين شعبية في فرنسا، بدعم “مخلص ولكن حر” لماكرون، حيث يؤيد حزبه “آفاق” الرئيس الفرنسي في البرلمان.
لكن العلاقات توترت فجأة بعد قرار ماكرون الدعوة إلى انتخابات مبكرة ردا على الأداء القوي لحزب التجمع الوطني الذي يمثل أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية التي أُجريت في يونيو/حزيران الماضي.
وألقى فيليب باللوم على ماكرون الذي اتهمه بـ”قتل” الائتلاف الحاكم من خلال الدعوة للانتخابات دون استعداد.
في المقابل، تجاهل قصر الإليزيه الطموحات الرئاسية المعلنة لفيليب، قائلاً إن ماكرون يركز بشكل أكبر على تشكيل الحكومة فيما قال مستشار حكومي آخر إن فيليب “رفض في يناير/كانون الثاني الانضمام للحكومة، وفي يونيو/حزيران لا يريد الترشح في الائتلاف البرلماني، وهذا الصيف، غائب تمامًا بينما نحاول إعادة بناء الأغلبية”.
ومن المتوقع أن يؤدي إعلان فيليب الأخير إلى إلحاق ضرر دائم بعلاقته مع ماكرون وغيره من الوسطيين خاصة وأنه التقى الرئيس الفرنسي يوم الإثنين الماضي لمدة ساعتين دون أن يذكر أي شيء عن خططه وذلك وفقا لما أعلنه مصدران مطلعان.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية