هل الجائع يستطيع أن يتعلَّم ويفكِّر؟ سؤال أجابت عنه دراسة حديثة على ذبابة الفاكهة، والتي تستخدم في الكثير من الدراسات لتشابهها الجيني مع البشر.
ولفهم ما فعله الباحثون في الدراسة المنشورة بدورية “نيويورن”، تخيّل أنك تحاول تدريب كلب باستخدام طريقتين مختلفتين، وهما مكافأة على السلوك الجيّد وتوبيخ خفيف على السلوك السيئ.
لكن عندما تمنع الطعام عن الكلب طوال اليوم ويشعر بالجوع، يصبح عقله أكثر تركيزاً على إيجاد الطعام بدلاً من تجنّب التوبيخ، ويحدث هذا التحوّل لأن دماغه يعطي الأولوية للحاجة إلى الطعام على المهام الأخرى.
وعلى نحو مماثل، أثبت الباحثون أنه عندما تشعر ذبابة الفاكهة بالجوع، فإن أدمغتها تغيّر كيفية تعلمها من التجارب السلبية.
عادةً، إذا تعرضت الذبابة لرائحة تليها صدمة كهربائية، فإنها تتعلم بسرعة تجنب تلك الرائحة، ومع ذلك، عندما تشعر الذبابة بالجوع، فإن دماغها يعيد تكوين نفسه بحيث يصبح البحث عن الطعام هو التركيز الرئيسي، ويتأثر هذا التحول بهرمون يسمى (AKH)، وهو مشابه للجلوكاجون لدى البشر.
ويعمل هرمون (AKH) على تعديل طريقة تواصل بعض الخلايا العصبية، وخاصة تلك التي تشارك في تعلم تجنب التجارب السيئة.
لذلك، بينما لا تزال الذبابة الجائعة تتعلم تجنب الرائحة المرتبطة بالصدمة، فإن دماغها مهيأ أيضاً لإعطاء الأولوية لإيجاد الطعام.
وجد الباحثون أن هرمون (AKH) يحدد الأساس لمدى قدرة الذباب على التعلم من التجارب السلبية ويعزز أيضاً هذا التعلم عندما تكون جائعة.
واكتشفوا أن هرمون (AKH) يعمل من خلال خلايا عصبية محددة تؤثر على كيفية إرسال الإشارات إلى الخلايا العصبية الأخرى المشاركة في هذه العملية من التعلم.
وفي الأساس، تُظهر الدراسة كيف يغير الجوع أسلاك الدماغ في ذباب الفاكهة، مما يجعلها لا تزال قادرة على التعلم من التجارب السلبية، ولكن مع التركيز بشكل أكبر على إيجاد الطعام، مدفوعًا بهرمون (AKH)، ويساعدنا هذا الاكتشاف على فهم التوازن المعقد بين غرائز البقاء، مثل إيجاد الطعام، وتعلم تجنب المخاطر.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية