هجوم حاد شنه رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الأحد، على حزب الله، متهما إياه بـ”مصادرة قرار اللبنانيين”، والزج بالبلاد في “حرب عبثية لا أفق لها”، على خلفية القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب منذ نحو 11 شهراً.
وفي كلمة له خلال احتفال حزبي في مقر إقامته شمال بيروت، قال “جعجع” إن “محور الممانعة يزجّ بلبنان في حرب عبثية لا أفق له، وهي حرب يرفضها اللبنانيون وفرضت عليهم فرضا، ولا تمت إلى قضاياهم ومصالحهم بصلة، ولا تخدم إلا مشاريع ومخططات خارجية”.
وعلى وقع هتافات مناصريه المناهضة لحزب الله، أضاف “جعجع” أن “هذه الحرب التي انخرط فيها حزب الله، يجب أن تتوقف قبل أن تتحول إلى حرب كبيرة، لا تبقي ولا تذر، هذه حرب لا تخدم لبنان، ولم تفد غزة، ولم تخفف من معاناتها وأوجاعها قيد أنملة”.
وتساءل باستنكار: “كيف يسمح حزب الله لنفسه بأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون وإلى حيث يريد هو فقط وبما يخدم مشروعه وارتباطاته، ومن أجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لأن يصادر قرار اللبنانيين وحريتهم، ويحتكر قرار الحرب والسلم، وكأن لا دولة ولا حكومة ولا سلطة ولا مؤسساتٍ ولا شركاء له في البلد، ولا شعب حتى”.
وشدّد جعجع على أنّه “إذا أصرّ (حزب الله)على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام، فإن عليه أن يتحمل لوحده، العواقب والمسؤولية أمام الله والوطن والشعب والتاريخ”.
وطالب “جعجع” الحكومة اللبنانية “التي هي صاحبة الدار والقرار، انْ تدعو حزب الله إلى وقْف هذه الحرب العبثيّة التي لا مبرر ولا أفق لها، أن يفعلها الحزب متأخراً خير من أن لا يفعلها أبداً، لأن ما خسرناه على فداحته قليلٌ مقارنةً بما قدْ نخسره لاحقاً”.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهة واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل تمثلت في إعلان الحزب قصفه مواقع إسرائيلية بأكثر من 300 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات في رد على مقتل القيادي العسكري البارز فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليو/تموز الماضي.
فيما يتبادل “حزب الله” وإسرائيل القصف عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجزم رئيس حزب القوات، بأنه “لا يعتقدن أحد في لبنان مهما بلغ من فائض قوة أن بإمكانه تغيير هوية لبنان، أو المس بخصائصه وتوازناته، أو تزوير تاريخه وأخذه إلى مكان آخر لا يشبهه، لبنان كان وسيبقى أرض الحرية والكرامة والحضارة والتنوع، الملتزم بالقضايا العربية والمواثيق الدوليّة، وكان وسيبقى سيدا حرا مستقلا وأبواب القذائف والمسيرات والصواريخ على أنواعها لنْ تقوى عليه”.
إزاء ذلك، أضاف : “إذا كان البعض يعتقد أنه في نهاية الحرب التي نمر بها، ومهما كانت نتائجها، فإن المجموعة الدولية كما العربية ستفاوض محور الممانعة حول مستقبل لبنان لأنّه الفريق المدجج بالسلاح، فهو مخطئ”، موضحا : لن يقبل أحد بأن يعود الوضع في لبنان إلى ما كان عليه قبل الحرب، وأن تستمر الدولة في فقدان قرارها وتفككها”.
وتابع “للذين يقولون لنا أصبحتم قليلي العدد، قليل العدد، كثير الفعل والإنتاج والخدمة العامّة، كثير الإشعاع في التربية والتعليم والطب والفن والثقافة والحضارة والاقتصاد، معتصمون دائماً وأبداً بالوضوح والصلابة والاندفاع والمواجهة في سبيل لبنان، كل لبنانْ”.
وفي توصيفه لخطورة الوضع الحالي، أضاف: “نحن نواجه واحداً من أصعب وأخطر الأوضاع التي مررنا بها في تاريخنا، حيث نتعرّض حالياً لأسوأ وأبشع خطةٍ ومحاولةٍ لترويضنا وتركيعنا وإنهاكنا وإفراغ وجودنا من مضمونه وتغيير وجهه ووجهته، وشلّ دولتنا وتخريب مؤسساتها”.
وعن أزمة الشغور الرئاسي، قال رئيس حزب القوات إن “انتخاب رئيس للجمهورية أمر غاية في الإلحاح، والطريق إلى قصر بعبدا لا يمر في حارة حريك، لكنه يمر فقطْ في ساحة النجمة ومن خلال صندوق الاقتراع”، في إشارة لمجلس النواب.
وشدد “جعجع” في هذا الصدد على أن حزبه “”لن يقبل وتحت أي ظرف من الظروف بأن يفرض فريق لبناني موقفه ومرشحه على كل الآخرين، وأن يضع يده على رئاسة الجمهورية وأنْ يمْعن في التّعطيل والتزوير”.
ونبه إلى أنه “لمن يريد تعديل الدستور، ولا مانع لدينا، فلننتخب رئيسا للجمهورية أولا، وتبعاً للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بلْ ندعو، إلى طاولة حوارٍ وطنيّةٍ فعلية في قصر بعبدا تحت عنوانٍ أوحد: أيّ لبنان نريد؟”.
كما جدد دعوته لرئيس مجلس النواب، نبيه بري، بأن يدعو وكما نص الدستور إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية حتى التوصل إلى انتخاب الرئيس.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية