نجاح كبير حققته حملة خليجية على منصة “إكس” تدعو لحظر “الذباب الإلكتروني” وأصحاب الحملات المشبوهة الذين يحاولون إثارة الفتنة
بين دول الخليج والدول العربية بشكل عام والسعودية والإمارات بشكل خاص.
وقوبلت الحملة بإشادة كبيرة وتفاعل واسع فيما تصدرت الهاشتاقات الداعمة لها “تريند” الأعلى تغريدا على منصة “إكس”، في عدد من دول الخليج على رأسها الإمارات والكويت والبحرين وقطر.
وكانت الحملة قد انطلقت بسلسلة تدوينات من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبر حسابيهما على منصة “إكس”.
ودعت الحملة “للتصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات أو ما يُسمى بـالذباب الإلكتروني على منصة إكس، الذين يحاولون إثارة الفتنة والتفرقة” بين الأخوة والأحبة في دول الخليج والدول العربية.
هاشتاقات الحملة
وسرعان ما تفاعل مع الحملة الكثير من المغردين، من بينهم إعلاميون وشعراء وكتاب وفنانون، ليتبلور هذا التفاعل في إطلاق عدة هاشتاقات تعبر عن دعم الحملة وأهدافها.
ومع تزايد زخم الحملة وارتفاع التفاعل معها، زادت عدد الهاشتاقات الداعمة لها إلى نحو 10 هاشتاقات حتى اليوم الأحد، بحسب رصد لـ”العين الإخبارية” وهي:
1. #تبليك_بدون_تعليق
2. #تبليك_المسيئين_مطلب_خليجي
3. #تبليك_معرفات_الفتنة_بين_دول_الخليج
4. #حظر_الحسابات_المسيئة
5. #اوقفوا_الإساءات
6. #خليجنا_واحد
7. #لا_للذباب_الالكتروني
8. #الخليج_خط_أحمر
9. #ساعدونا_نحافظ_على_خليجنا
10. #السعودي_اماراتي_والاماراتي_سعودي
قرقاش يشيد
هذا الزخم والتفاعل مع الحملة وأهدافها، أشاد به الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له عبر حسابه على منصة “إكس” اليوم الأحد.
وقال قرقاش: “جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية والساعية لتحقيق أهداف مختلفة عبر نشر الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي”.
وأضاف: “دعوة نبيلة ومبادرة حكيمة لمعالي تركي آل الشيخ ومعالي عبدالله آل حامد تعكس الحرص المشترك للتوعية بأهمية المشاركة لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة”.
تفاصيل المؤامرة
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت خلال الأيام الماضية حملة إساءات ممنهجة للدول الخليجية والعربية ورموزها، يحاول من يقف خلفها إحداث الوقيعة وإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة، خصوصا السعودية والإمارات.
كان أغلب من يشارك في تلك الحملة أصحاب حسابات وهمية من الذباب الإلكتروني الذي يلجأ إلى وضع صورة رمز من رموز الدول التي يزعم الانتماء إليها، ثم يحاول السب والإساءة لدولة أخرى لإحداث فتنة بين الدولتين، ثم تتلقف حسابات مرتبطة بجماعة الإخوان والمعادين لدول الخليج تلك التغريدات لصب الزيت على نار الفتنة، لينخدع أحيانا بعض الغيورين على بلدانهم وينزلق هو الآخر في خطأ الإساءة.
إزاء تلك الصورة، نشر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ تدوينة له 10 أغسطس/ آب الماضي حذر فيها من حسابات تحول زرع الفتنة بين الإخوة في دول الخليج.
وقال في تغريدته: “لاحظت بشكل كبير وغريب في الفترة الأخيرة شد وجذب في سوشيال ميديا بين حسابات حقيقية ووهمية.. و إساءات كثيرة.. وحسيت من واجبي أن انبه كل إخواني وأخواتي في المملكة وفي دول الخليج الشقيقة.. يجب الحذر من هذه الحسابات التي تزرع الفتنة وتسبب المشاكل”.
وأردف: “نجاح أي شخص أو بلد في الخليج هو نجاح للخليج كله.. نجاح أهلنا وأحبابنا في الإمارات أو قطر او الكويت هو نجاح للمملكة والعكس صحيح.. الواحد يفرح إذا زار دبي مئات الملايين أو الدوحة أو باقي الخليج لأن ذلك ينعكس على المملكة أيضا وإذا زار المملكة مئات الملايين فهو مصلحة دبي والدوحة والكويت والمنامة ومسقط وأبو أبوظبي وكل خليجنا الواحد”.
وتابع: “المنافسة جميلة ومطلوبة لأنها ترفع من المستوى والجودة.. أنا شخصيا إذا زرت أي دولة خليجية أحس إني في بيتي وألقى كل ترحاب وكرم ضيافة وأيضا بيوتنا وقلوبنا مفتوحة لكل خليجي وعين فراش وعين لحاف.. إحنا (نحن) في وقت تلاحمنا وتكاتفنا قوة لنا وضرورة.. أرجوكم احذروا ممن يدس السم في العسل بيننا لاهداف واضحة.. حفظ الله خليجنا عامر مزدهر آمن وحفظ الله قادتنا الكرام وسدد خطاهم آمين”.
ونظرا لأهمية الموضوع، ولا سيما في ظل استمرار حملات الإساءة على مواقع التواصل، أطلق الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، مبادرة وحملة لوأد الفتنة بين الإخوة والأشقاء وإحباط تلك المؤامرة المشبوهة.
الحملة انطلقت بسلسلة تدوينات بدأها 24 أغسطس/آب الماضي وما زالت مستمرة حتى اليوم الأحد، دعا فيها “للتصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات أو ما يُسمى بـالذباب الإلكتروني على منصة (إكس) فلننظف مجتمعنا في كل دولنا العربية على وسائل التواصل الاجتماعي من الذباب”.
واستهل تلك الحملة بتغريدة أكد فيها القيم والقواعد والأخلاقيات التي تربط بين الشعوب العربية والخليجية وآليات وقواعد الكتابة المفترضة على مواقع التواصل، مؤكدا أهمية حفظ اللسان، ودعا فيها لحظر حسابات الفتنة.
وأكد الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد على الأخوة الخليجية، في أكثر من تغريدة، من بينها، ما قال فيها:”نرى قياداتنا يبذلون جهودًا عظيمة لمد جسور التواصل وتعزيز التعاون والعمل المشترك، ونشاهد ذلك من خلال الزيارات المكثفة والدائمة التي يقومون بها. نحن الشعوب، واجب علينا تعزيز هذه الجهود والتكاتف، ونقل الفكرة التي تعمل عليها القيادات إلى أمور عملية. أقل ما يمكن عمله هو كلمة طيبة. المتربصون بنجاحات الخليج كُثر، وهم لا يتمنون لنا ذلك لأنهم الخاسرون في هذا التطور والنمو الجماعي. صف واحد وقلب واحد من أجلك، يا وطن”.
صفحة جديدة
وفي مقابل دعوته لحظر الذباب الإلكتروني ومثيري الفتنة، دعا الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد الجميع إلى التسامح وفتح صفحة جديدة مع الغيورين على بلادهم الذين انزلقوا إلى الخطأ وتراجعوا عنه.
وقال في هذا الصدد: “العربي والخليجي بالأخص غيور كريم ومتسامح. والمبادرة هذه هي فتح صفحه جديدة لأن كثير من أبناء الخليج جرفهم وضلهم الذباب. والذباب هذا هدفه.. كلمة حق الكل سامح في دولة الإمارات والأغلب كذلك من السعودية والخليج وبدأوا بالمبادرة”.
لفتة أخوية حكيمة
وفي لفتة أخوية حكيمة، لقطع الطريق ضد أية محاولة لإثارة الجدل، حول من بدأ مبادرة حظر الذباب الإلكتروني، المستشار تركي آل الشيخ أم الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، آثر رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام الرد على تغريدة مدون سعودي قال فيها: “(..) المستشار صاحب الفضل دائمًا في المبادرات وهو أول من بداء المبادره بوقف الاستفزاز والإساءه جزاه الله كل خير”.
إشادة كبيرة
مبادرة المستشار تركي آل الشيخ والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد قوبلت بتفاعل وإشادة كبيرة على موقع التواصل.
وتعليقا على التفاعل بين الجانبين، غرد الكاتب السعودي إبراهيم السليمان، قائلا :”تفاعل معالي عبدالله آل حامد في دولة الإمارات مع مبادرة معالي تركي آل الشيخ حقيقة تدرس وتؤكد بالدليل القاطع أن العلاقات بين البلدين لا تؤثر عليها حسابات مجهولة أو شخصيات غير معتبرة تركب كل موجه.. شكراً معالي أبوناصر شكراً معالي الاستاذ عبدالله”.
بدوره، أشاد الكاتب الإماراتي محمد الحمادي بمبادرة الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، قائلام: “مبادرة الشيخ عبدالله آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام في الإمارات #تبليك_بدون_تعليق والتي تهدف إلى كشف المندسين والمتربصين بدول الخليج ومثيري الفتنة بين شعوبها.. هدفها الأساسي الحفاظ على اللحمة الخليجية”.
وبين أن “التفاعل الكبير مع المبادرة كشف أن #تبليك_المسيئين_مطلب_خليجي وليس مجرد رغبة شخصية.. لذا علينا كخليجيين أن نعمل من أجل هذا الهدف ونقطع الطريق على أصحاب الفتن والجهلاء”.
ووجه الشكر للشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد “على المبادرة الصادقة والشجاعة.. ولكل من يدعم هذه المبادرة كي تستمر وتحقق أهدافها تبدأ خليجية وتصبح عربية”.
ومشيدا هو الآخر بالتفاعل مع المبادرة، قال المغرد السعودي المعروف منذر آل الشيخ مبارك: “كم هو جميل ما نراه الآن على الساحة ولله الحمد والمنة من دخول الحسابات الوطنية الكبيرة والمعروفة في دول الخليج لتقف وتتحد في حملة شعارها #اوقفوا_الإساءات تعزل الذباب المزروع لبث الفرقة والفتنة بين دول الخليج”.
الإعلامي الكويتي عمار تقي، أشاد بدوره بالمبادرة وأهدافها، قائلا: “كنا محتاجين لهذه الحملة التوعوية من زمان.. بوركت يابومحمد على هذه المبادرة”.
متفاعلة مع المبادرة ومشيدة بها، نشرت المطربة الإماراتية أحلام صورة الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد.
وغردت قائلة: “قائد الإعلام الوطني معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام.. فخر الوطن”.
بدوره أعلن راشد الجنيبي من سلطنة عمان انضمامه للمبادرة، قائلا: “بسم الله وعلى بركة الله نشارك في حملة تبليك الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني التي أطلقها أبناء الخليج”.
تعزيز التضامن الخليجي
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات أن “دولة الإمارات التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981 حريصة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس”.
ويواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، المسيرة التي بدأها والده المؤسس في تعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
وضمن جهود الإمارات في هذا الصدد تتواصل لقاءات وقمم ومباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع إخوانه قادة دول الخليج لتعزيز العلاقات الثنائية والخليجية بما يصب في مصلحة استقرار وازدهار ورفاهية شعوب دول الخليج.
وقبل أيام تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعوة موجهة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية لحضور النسخة الثامنة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار لعام 2024 في مدينة الرياض.
وقبل أسابيع، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بقصر العزيزية بالمنطقة الشرقية في السعودية 17 مايو/أيار الماضي.
وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له آنذاك، أن “زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولقاءه أخيه الأمير محمد بن سلمان تؤكد أن التواصل والتعاون والتكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة هو السبيل إلى ازدهار واستقرار المنطقة وأمنها”.
وقبل شهر، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقر إقامته في أبوظبي 22 يوليو/ تموز الماضي، وتبادل الزعيمان الأحاديث الودية التي تعبر عن الأواصر الأخوية المتينة الخاصة التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين وقيادتيهما وشعبيهما الشقيقين والحرص المتبادل على مواصلة ترسيخها بما يعزز التعاون والتنسيق المشترك على جميع المستويات ويخدم أولويات التنمية والازدهار المستدام في البلدين ويلبي تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى مزيد من التقدم والرخاء.
القمة الإماراتية البحرينية استبقها بأسابيع زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى دولة الإمارات يومي 22 و23 أبريل/نيسان الماضي ومباحثاته مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات .
ودشنت مباحثات الزعيمين مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية المثمرة بين البلدين في جميع المجالات.
وجاءت زيارة سلطان عمان للإمارات، بعد نحو شهر من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت خلال زيارته أبوظبي، 5 مارس/آذار 2024.
وأكد الزعيمان حينها أهمية دعم العمل الخليجي المشترك في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم بما يحقق المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى صعيد العلاقات مع قطر استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، في مكتبه بالديوان الأميري بالعاصمة الدوحة قبل أيام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، والوفد المرافق.
جرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية