الجوال وصحة طفلك.. خطر «متلازمة الرقبة النصية» يزداد مع الاستخدام المفرط

الجوال أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة الكبار والصغار على حد سواء، ومع انتشار الأجهزة الذكية بين الأطفال ظهر ما يعرف بـ «متلازمة الرقبة النصية» وهي مشكلة صحية جديدة مرتبطة باستخدام الجوال لفترات طويلة، إذ يجلس الطفل منكبا على الشاشة لساعات مما يؤدي إلى آلام مزمنة في الرقبة والظهر ويؤثر على نموه الطبيعي.
الجوال وتأثيره على صحة الرقبة عند الأطفال
عندما يستخدم الطفل الجوال لفترة ممتدة ينحني رأسه بزاوية غير طبيعية نحو الأسفل، ومع تكرار ذلك يحدث ضغط مستمر على فقرات العنق مما يؤدي إلى شعور الطفل بآلام متزايدة مع مرور الوقت، هذه الوضعية الخاطئة قد لا يلاحظها الوالدان في البداية ولكنها مع الاستمرار تسبب ما يعرف بـ «متلازمة الرقبة النصية»، وتزداد خطورتها لأنها تظهر في سن مبكر حيث يكون الهيكل العظمي للطفل ما زال في مرحلة النمو والتكوين.
أعراض «متلازمة الرقبة النصية» المرتبطة باستخدام الجوال
من أبرز الأعراض التي قد يلاحظها الأهل على الطفل الذي يستخدم الجوال بكثرة، شعوره المستمر بآلام الرقبة والكتفين، وربما يشكو من صداع متكرر نتيجة الشد العضلي، كما يمكن أن يعاني من تصلب في حركة العنق، وفي بعض الحالات قد تمتد الآلام إلى الظهر العلوي وحتى الذراعين، هذه الأعراض تتطور تدريجيا ويصعب ربطها مباشرة بالجوال إلا إذا انتبه الأهل إلى العلاقة الواضحة بين مدة استخدام الجهاز وزيادة الأعراض.
الجوال والجانب النفسي للطفل
لا يقتصر الأمر على الجانب الجسدي فقط، بل إن الاستخدام المفرط للجوال قد يؤثر أيضا على نفسية الطفل، حيث يقضي ساعات طويلة منعزلا أمام الشاشة بعيدا عن التفاعل الأسري أو اللعب الحركي مع أقرانه، هذا الانعزال قد يؤدي إلى شعور بالقلق أو التوتر، كما أن الطفل يصبح أكثر اعتمادا على الجوال في التسلية بدلا من ممارسة أنشطة تنمي ذكاءه البدني والعقلي، وبالتالي تصبح «متلازمة الرقبة النصية» جزءا من منظومة أوسع من التأثيرات السلبية للجوال.
طرق وقائية لتقليل خطر الجوال على صحة الطفل
من المهم أن يضع الأهل قواعد واضحة لاستخدام الجوال، بحيث لا تتجاوز مدة الاستخدام اليومي ساعة أو ساعتين على الأكثر حسب عمر الطفل، وينبغي تعليم الطفل الجلوس بطريقة صحيحة أثناء استعمال الجوال، مثل رفع الجهاز إلى مستوى العين بدلا من الانحناء، وتشجيعه على أخذ فواصل قصيرة للحركة والتمدد، كما يمكن للأهل تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة الخارجية التي تقلل من اعتماده على الجوال وتساعده في تقوية عضلات الرقبة والظهر.
دور المدارس في مواجهة تأثير الجوال
تلعب المدارس دورا أساسيا في التوعية بمخاطر الجوال على صحة الطلاب، حيث يمكن أن تدرج برامج تثقيفية تشرح مخاطر «متلازمة الرقبة النصية»، وتحث الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية بدلا من قضاء فترات الاستراحة أمام الشاشات، كما أن بعض المدارس بدأت بالفعل في وضع قيود على استخدام الجوال داخل الفصول، وهو ما يساعد في تقليل عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الشاشة يوميا.
نصائح الأطباء للأهالي حول الجوال
الأطباء المتخصصون في العظام والمفاصل ينصحون الأهل بمراقبة وضعية جلوس الطفل أثناء استخدام الجوال، وملاحظة أي شكوى متكررة من آلام الرقبة أو الكتف، فإذا ظهرت هذه العلامات ينبغي استشارة الطبيب لتفادي تفاقم الحالة، كما يشدد الأطباء على أهمية التوازن بين وقت الجوال ووقت النوم والأنشطة البدنية، لأن الإفراط في استخدام الجوال لا يسبب فقط «متلازمة الرقبة النصية» بل قد يؤثر أيضا على النظر وصحة الدماغ وسلوكيات الطفل بشكل عام.
مستقبل الأطفال مع استمرار استخدام الجوال
إذا لم يتم التعامل مع مشكلة الجوال بجدية فقد نجد أن جيلا كاملا من الأطفال يعاني من مشاكل مبكرة في العمود الفقري والرقبة، وهذه المشاكل قد تستمر معه في مرحلة البلوغ وتؤثر على قدرته على العمل والإنتاج، لذلك فإن الوعي بخطورة الجوال على الصحة ليس ترفا وإنما ضرورة أساسية لضمان نمو الطفل بشكل صحي وسليم، وعلى الأهل أن يتذكروا أن «الوقاية خير من العلاج» وأن تعديل السلوكيات اليومية البسيطة يمكن أن يحمي أبناءهم من مشكلات طويلة الأمد.
نقلاً عن : القارئ نيوز
تعليقات