أعاد مقتل 15 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عملية أمنية مشتركة قضية بقاء قوات التحالف الدولي إلى مربع إشكالي.
وخلال الأعوام الماضية رفعت قوى سياسية في العراق شعار “الخروج” في وجه القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي الذي تشكل لمواجهة داعش منذ 2014 حينما اجتاحت عناصره مناطق واسعة في سوريا والعراق.
والشهر الماضي أوضح الجانب الأمريكي موقفه من المطلب العراقي بالخروج، مؤكدا حاجة بغداد لاستمرار دعم التحالف.
وقال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل لـ”العين الإخبارية”، إنه “من المؤكد أن هذه الضربة لقيادات داعش في العراق بالتنسيق بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والقوات العراقية للحرب على الإرهاب تشكل نموذجاً للتعامل البناء والفعال في الاستمرار بمواجهة البؤر الارهابية في العراق وكذلك في سوريا”.
ضرورة أمنية
وأوضح فيصل أن “الولايات المتحدة بوجودها في العراق تسهم في تصفية هذه القواعد الإرهابية، مما يسهم في إضعافها وصولا إلى هزيمتها النهائية في السنوات المقبلة، كما يؤكد أهمية استمرار قوات التحالف الدولي للحرب على الإرهاب للتنسيق مع القوات المسلحة العراقية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي”.
ولفت إلى ضرورة القضاء على داعش نهائيا عسكريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا لتأمين استئصال كامل للتنظيم من الشرق الأوسط.
ووفر الوجود الأمريكي في العراق غطاء لقوى مسلحة خلطت الأوراق بشأن وجود قوات التحالف الدولي في العراق.
وأشار فيصل إلى أنه “من المؤكد أن هذه الضربة تعيد التأكيد على أهمية استمرار التعاون بين بغداد وواشنطن ودول التحالف الدولي للحرب على الإرهاب من أجل مواجهة مختلف تداعيات الظاهرة الإرهابية”.
وما زالت بؤر إرهابية في جبال حمرين وأطراف الموصل وكركوك والصحراء الغربية تشكل تهديدا لأمن العراق، كما لا يزال خطر التنقل بين التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق قائما ويمثل بيئة لشن هجمات مشتركة.
مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية شدد أيضا على أن التحول إلى التنسيق المشترك بين الولايات المتحدة والقوات العراقية “عنصر إيجابي” لفاعلية المواجهة.
وكانت القوات الأمريكية العاملة في العراق وسوريا ضمن التحالف الدولي هدفا لقوى عراقية مسلحة تقول إن هجماتها على هذه القوات ردا على دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
دعم لوجستي حيوي
بدوره، رأى الخبير في القضايا الأمنية العراقية جعفر الحلفي في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن الضربة المشتركة كشفت عن أهمية الدعم اللوجستي الذي تقوده الولايات المتحدة للقوات العراقية في ملاحقة الجماعات الإرهابية وهذا ما يشدد على الحاجة لبقاء هذه القوات.
وأضاف “إنه بالرغم من وجود خطة للحكومة العراقية لإنهاء دور التحالف الدولي وتحويل مهمته من عسكرية إلى استشارية فإن بقائهم له أهمية للحفاظ على الأمن في العراق ودفع الأخطار المحدقة بالبلاد خصوصاً وأن نشاط الجماعات الإرهابية لا يزال مستمراً عبر الحدود المشتركة بين العراق وسوريا”.
ولفت الحلفي إلى أن تبادل المعلومات الاستخبارية بين قوات القوات العراقية والأمريكية قد ساهم إلى حد كبير في قمع الهجمات المنسقة التي يشنها داعش.
كما نبه إلى أن الدعاية التي يواصل داعش إنتاجها عبر الإنترنت لا تزال قادرة على استقطاب وتحريض وتحفيز متطرفين متأثرين به.
وعن سؤاله فيما إذا كان بين القتلى من تنظيم داعش الإرهابي قيادات، قال “لا زلنا ننتظر ما تفصح عنه القوات العراقية أو الأمريكية عن هويات هؤلاء”، مشيرا إلى أن “القوات العراقية حصلت على وثائق مهمة ووثائق هوية وأجهزة اتصال لدى عناصر التنظيم الإرهابي”.
العملية
ونفذت هذه العملية، التي استهدفت قيادة وعناصر من تنظيم داعش الإرهابي، الخميس، غربي العراق.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM أن القوات الأمريكية والعراقية واجهت خلال هذه العملية المشتركة عناصر من داعش مسلحين “بعدد كبير من الأسلحة والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة الانتحارية”.
وأضاف البيان أنه لا توجد مؤشرات على سقوط ضحايا مدنيين في العملية.
من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن سبعة جنود أمريكيين أصيبوا، لكن القيادة المركزية الأمريكية لم تعلق بعد على الأمر.
وقال الجيش العراقي في بيان إنه تم تنفيذ “غارات جوية على الأوكار أعقبتها عملية جوية في الصحاري والكهوف”.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن هذه العملية نُفذت بهدف “تعطيل وإضعاف” قدرات قيادة داعش في تخطيط وتنظيم ومهاجمة الأمريكيين والعراقيين والحلفاء داخل المنطقة وخارجها.
ويوجد حاليًا حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق، ولكن منذ ديسمبر/أيلول 2021، عندما أعلن الجيش الأمريكي نهاية عملياته القتالية في العراق، أصبح هؤلاء الجنود هناك كمستشارين وقوات مساعدة.
وأعلن العراق مؤخرا أنه سيؤجل الموعد المقرر لانتهاء العمليات العسكرية الأمريكية في البلاد.
وتأتي عملية الخميس في أعقاب هجوم داعشي وقع مؤخرا في ألمانيا وهجوم آخر مخطط له في النمسا يجري التحقيق فيه لاحتمال وجود صلات له بتنظيم داعش.
وكان تنظيم داعش يتمتع ذات يوم بقوة كبيرة في العراق وسوريا، لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضم أكثر من 70 دولة قوض إلى حد بعيد قدرات التنظيم.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية