رئيس الوزراء البريطاني يطلب ود الأوروبيين من ألمانيا، محطته الخارجية الأولى منذ تقلده منصبه، محاولا استعادة جسور كسرها «البريكست».
واليوم الأربعاء، أكد كير ستارمر، في العاصمة الألمانية برلين، عزمه على التقارب مع الاتحاد الأوروبي بعد الخروج البريطاني من التكتل (بريكست).
وأعلن ستارمر، بعد لقاء مع المستشار أولاف شولتز، توقيع معاهدة تعاون “طموحة” وغير مسبوقة قريبا مع ألمانيا.
واعتبر المسؤول البريطاني في أول مباحثات يجريها في الخارج منذ تولي مهامه مطلع يوليو/تموز الماضي، أن المعاهدة ستكون “فرصة جيل” لتوطيد العلاقات بين البلدين في عدة مجالات، ولاسيما التجارة والدفاع والعلوم والتكنولوجيا.
وأوضح أن إعادة تحديد العلاقات مع ألمانيا ومع الاتحاد الأوروبي عموما بموجب هذه المعاهدة “لا تعني أنه ينبغي الرجوع عن بريكست أو العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، بل تعني علاقة وثيقة أكثر”.
«يد ممدودة»
أثنى شولتز خلال مؤتمر صحفي مشترك على هذه المبادرة، مشيرا إلى أنه يعتزم التجاوب مع “اليد الممدودة” من لندن، بعد أربع سنوات ونصف سنة على خروج بريطانيا الصاخب من التكتل الأوروبي.
وأشار ستارمر إلى أنه سيتم الاتفاق على المعاهدة بحلول نهاية السنة.
وتعهد ستارمر الذي تولى منصبه منهيا 14 عاما حكم خلالها المحافظون، إقامة علاقة ثقة مجددا مع حلفاء بلاده الأوروبيين، داعيا بصورة خاصة إلى التفاوض حول ميثاق أمني جديد واتفاق تجاري بشروط أفضل مع الدول الـ27.
وبعد أسبوعين على انتخابه، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، لدى استضافته قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في إنكلترا، أن تكون المملكة المتحدة “صديقة وشريكة” لدول الاتحاد.
النمو
قال ستارمر إن الاتفاق قيد الإعداد مع ألمانيا، ثاني الشركاء التجاريين لبريطانيا، يشكل “فرصة لإنشاء وظائف هنا وفي المملكة المتحدة” وتعزيز “النمو الاقتصادي”.
وجعل ستارمر النهوض بالاقتصاد البريطاني أولوية له، وحذر مؤخرا من أن أول موازنة ستقدمها حكومته العمالية ستكون “مؤلمة” بعد “الثقب الأسود الاقتصادي” الذي تركه المحافظون.
وشدد في برلين على أن “النمو هو المهمة الأولى لحكومتي”.
كما تعتزم برلين ولندن تعزيز التعاون بينهما في مكافحة الهجرة غير النظامية، وقال ستارمر إن “الطريقة الأفضل والأكثر فعالية لتحقيق ذلك هي التصدي لعصابات المهربين”.
وتخلى ستارمر منذ توليه السلطة عن مشروع الحكومة المحافظة القاضي بإبعاد المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا.
وتتسم مسألة الهجرة بحساسية خاصة في البلدين، ولا سيما بعد هجمات بسكين وقعت فيهما مؤخرا.
أسلحة بعيدة المدى
كذلك بحث ستارمر وشولتز اللذان يعدّ بلداهما من كبار الداعمين لأوكرانيا، المساعدات العسكرية لكييف.
ولزم حلفاء كييف الغربيون الحذر في ردود فعلهم على الهجوم الذي تشنه القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية.
وبعدما أعلن شولتز أن هذا الهجوم أُعد “سرا” وأن ألمانيا تتابعه “بانتباه”، أكد الأربعاء أن برلين، ثاني أكبر مزودي أوكرانيا بعد الولايات المتحدة، ستواصل دعمها لكييف في تصديها للهجوم الروسي، رغم خطط حكومته بخفض الموازنة المخصصة لهذا الدعم إلى النصف في 2025.
من جانبه، أكد ستارمر التزامه دعم أوكرانيا “طالما أن ذلك ضروري”.
غير أن المسؤولين أعلنا أنه ليس هناك “أي قرار جديد” بشأن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، في وقت يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستمرار الدول الغربية للسماح لبلاده باستخدام أسلحتها البعيدة المدى على الأراضي الروسية، وهو ما ترفضه.
ويتوجه ستارمر مساء الأربعاء إلى باريس لحضور افتتاح دورة الألعاب البارالمبية، ويستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس في قصر الإليزيه.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية