لم تبرد بعد محركات طائرة المبعوثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني خوري، بعد لقائها القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، حتى استقبل، وفدا أمريكيا، برئاسة قائد القيادة العسكرية في أفريقيا، الفريق أول مايكل لانجلي، ناقش توحيد المؤسسات.
اللقاء الذي جرى الثلاثاء، وحضره كذلك القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيرمي برنت، أكد على تعزيز التنسيق والتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية.
وأشاد خلاله لانجلي قائد “أفريكوم”، بـ”الدور المحوري الذي تلعبه القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا، وبالجهود التي تبذلها في مراقبة وضبط الحدود مع دول الجوار”، وفق بيان نشرته القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عبر صفحتها على “فيسبوك”.
الهدف الأمريكي
من ناحيتها، قالت السفارة الأمريكية في ليبيا، عبر حسابها على منصة “إكس”، مساء الثلاثاء، في تغريدتين متتابعتين، إن زيارة لانجلي “مخطط لها منذ فترة طويلة”، وهدفها إجراء مناقشة مع قادة الدفاع والأمن في غرب وشرق ليبيا حول “كيف يمكن لواشنطن أن تسهم في توحيد القوات العسكرية الليبية وتأمين سيادة البلاد”.
وأضافت أن اللقاء بين حفتر ولانجلي وبرنت ناقش “التزام الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى دعمها للجهود الليبية الرامية إلى حماية سيادة ليبيا، في ظل التحديات الأمنية الإقليمية”، داعيةً جميع الأطراف الليبية للمشاركة في “حوار فعال”، تدعمه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
جاء اللقاء بعد يوم من استقبال حفتر القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، إذ تناولا أزمة إقالة محافظ مصرف ليبيا المركزي، وأعرب خلاله حفتر عن رفضه “للإجراءات غير القانونية التي قامت بها أطراف سياسية فاقدة للشرعية، ولا تملك أي صلاحيات بالخصوص”، كما جاء في بيان حينها للقيادة العامة للجيش الليبي.
هذه الزيارات المتتالية والمناقشات المكثفة تأتي في وقت حرج تمر به ليبيا، بعد تفجّر خلافات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي، الشهر الجاري، بشأن إقالة محافظ المصرف المركزي وتعيين آخر، وما تلا ذلك من وقف إنتاج وتصدير النفط، ووسط انهماك قوات من الجيش الوطني الليبي في عمليات عسكرية على الحدود الجنوبية الغربية، لوقف تسلل العصابات الإجرامية.
الجيش الليبي
عن هذه اللقاءات، يقول العميد الدكتور شرف الدين سعيد العلواني، عضو اللجنة الاستشارية لفريق الحوار والمصالحة الليبي، إن “دول العالم كلها أصبحت تدرك دور الجيش الوطني في محاربة الإرهاب وتأمين الحدود، ولذلك تتواصل مع القيادة العامة لإعادة التوازن والاستقرار”.
ويُرجع العلواني ذلك إلى أن القيادة العامة للجيش الوطني الليبي “قدمت نموذجا للجيش الموحد، تحت قيادة موحدة، تمتثل لأوامر قيادتها، وتحترم القانون، وتعتمد عقيدة قتالية موحدة؛ ما دفع دول العالم للتعاون مع هذا الجيش، وذلك على عكس نموذج المليشيات المتعددة الولاءات والخارجة عن القانون”، في إشارة إلى المليشيات التي تتحكم في غرب ليبيا.
كما يلفت العلواني إلى أن “الأمم المتحدة تخطط لإجراء انتخابات، وهذه الانتخابات تحتاج إلى التأمين، وليس هناك أجدر من الجيش الليبي لهذه المهمة، كما أن الانقسام السياسي الحالي (بين شرق ليبيا الذي يسيطر عليه الجيش وبين الغرب الخاضع لسيطرة المليشيات المتعددة)، يفرض التوجه نحو قيادة موحدة ناجحة لتوحيد المؤسستين العسكرية والأمنية والمصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط ومؤسسة الاستثمار، إضافة لتنفيذ مهمات إخراج المرتزقة وحل المليشيات”.
ملفات التعاون
يركّز الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ الأمن القومي بالجامعات الليبية، على الجانب الأمني في هذه الاجتماعات، خاصة ما يتعلق بالتنسيق والتعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لا سيما مع العملية العسكرية الجارية للجيش الليبي، لتأمين الحدود الجنوبية الغربية.
ويقول الفارسي لـ”العين الإخبارية” إن الحدود الليبية “ملتهبة جدا، سواء من جهة السودان أو تشاد، خاصة مع أنشطة جماعات المعارضة في تشاد والنيجر ومالي، ومع عمليات الهجرة غير الشرعية؛ ولذا تسعى واشنطن إلى تعزيز التعاون الأمني في التدريب والتعاون اللوجستي وتبادل الخبرات”.
وعن ملف الهجرة غير الشرعية، يصفه بأنه أحد أهم ملفات التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة “باعتبار أن هذا النوع من الجرائم لا يكون منفردا، لكن تصحبه جرائم أخرى؛ كتجارة المخدرات والسلاح والإرهاب والتهريب، وغيرها”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA==
جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية