كيفية التخلص من «حصوات الكلى» طبيعيا.. أطعمة فعالة تمنع ظهورها

الكلى تعد من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان فهي المسؤولة عن تنقية الدم والتخلص من السموم والفضلات والحفاظ على توازن السوائل والأملاح، ومع ذلك قد تواجه الكلى مشاكل عديدة أبرزها تكوّن «حصوات الكلى» التي تسبب آلاما شديدة ومضاعفات صحية إذا لم تتم معالجتها في الوقت المناسب، ورغم أن التدخل الطبي في بعض الأحيان يكون ضروريا إلا أن هناك طرقا طبيعية وأطعمة فعالة يمكن أن تساعد في الوقاية من الحصوات والتخلص منها بشكل تدريجي.

ما هي حصوات الكلى

«حصوات الكلى» هي كتل صلبة صغيرة تتكون من تراكم الأملاح والمعادن في البول داخل الكلى، وقد تكون بحجم حبة الرمل أو أكبر من ذلك بكثير حتى تصل أحيانا إلى حجم يعيق تدفق البول ويسبب انسدادا مؤلما، وتتشكل هذه الحصوات عندما يزداد تركيز بعض المواد مثل الكالسيوم أو حمض اليوريك في البول مما يؤدي إلى تبلورها، وتعتبر هذه المشكلة من أكثر أمراض الكلى شيوعا حيث يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم.

أسباب تكوّن حصوات الكلى

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن «حصوات الكلى»، ومن أبرزها قلة شرب الماء مما يسبب زيادة تركيز الأملاح في البول، إضافة إلى الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأملاح أو البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، كما أن بعض العوامل الوراثية تلعب دورا مهما في زيادة احتمالية الإصابة، وكذلك السمنة وقلة النشاط البدني، كما قد تؤدي بعض الأمراض المزمنة مثل التهابات الجهاز البولي أو اضطرابات الغدة الدرقية إلى زيادة فرص تكون الحصوات في الكلى.

أعراض حصوات الكلى

عندما تتشكل الحصوات في الكلى قد تبقى صامتة إذا كانت صغيرة الحجم، ولكن إذا تحركت داخل الحالب تبدأ الأعراض في الظهور بشكل واضح، وتشمل الشعور بآلام حادة في أسفل الظهر أو الجانبين، وصعوبة في التبول أو ظهور دم في البول، إضافة إلى الغثيان والقيء وارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات، وتعد هذه الأعراض إنذارا مهما بضرورة مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب للحفاظ على صحة الكلى.

طرق طبيعية للتخلص من حصوات الكلى

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى البحث عن طرق طبيعية للتعامل مع حصوات الكلى خاصة إذا كانت صغيرة الحجم ولا تستدعي تدخلا جراحيا، ومن بين هذه الطرق الإكثار من شرب الماء لأنه يساعد على إذابة الأملاح وتخفيف تركيزها في البول مما يسهل خروج الحصوات بشكل طبيعي، كما ينصح بتناول عصير الليمون الغني بحمض الستريك الذي يذيب بعض أنواع الحصوات ويمنع نموها، كذلك فإن شرب مغلي الريحان أو عصير الرمان يعد من الوسائل الطبيعية المفيدة للكلى، إضافة إلى ذلك فإن الحد من تناول الأطعمة المالحة والمصنعة يساعد بشكل كبير في حماية الكلى من تكوّن الحصوات.

أطعمة فعالة تمنع تكوّن حصوات الكلى

يلعب النظام الغذائي دورا أساسيا في منع تكوّن الحصوات داخل الكلى، فهناك أطعمة أثبتت الدراسات أنها تقلل من خطر الإصابة، مثل الخضروات الورقية التي تحتوي على مضادات أكسدة وعناصر مهمة لدعم صحة الكلى، وكذلك الفواكه الحمضية التي تحتوي على «حمض الستريك» الذي يحول دون ترسب الكالسيوم في البول، كما أن تناول الحبوب الكاملة يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل فرص تكون الحصوات، ومن الأطعمة المفيدة أيضا المكسرات النيئة الغنية بالمغنيسيوم الذي يساعد على منع تبلور الأملاح في الكلى.

الوقاية خير من العلاج

يؤكد الأطباء أن «الوقاية من حصوات الكلى» أفضل بكثير من علاجها بعد التكون، ولهذا ينصحون بالحفاظ على شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم بما لا يقل عن ثمانية أكواب، وتجنب الإفراط في تناول البروتين الحيواني والملح، إضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام لأن الحركة تساعد على تحسين وظائف الكلى وتقلل من فرص ترسب الأملاح، كما أن المتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء الفحوصات عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية يساهمان في الكشف المبكر عن أي مشكلات متعلقة بالكلى.

متى يحتاج المريض للتدخل الطبي

رغم أن الطرق الطبيعية والأطعمة الصحية تساعد في التخلص من بعض أنواع الحصوات إلا أن هناك حالات تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، مثل عندما تكون الحصوات كبيرة الحجم أو تسبب انسدادا في الحالب أو آلاما شديدة لا تحتمل، في هذه الحالات قد يوصي الطبيب باستخدام الموجات التفتيتية لتفتيت الحصوات أو إجراء عملية جراحية لإزالتها، لذا فإن الاعتماد على التشخيص الدقيق ضروري لتحديد أفضل طريقة للعلاج والحفاظ على صحة الكلى.

تبقى «الكلى» خط الدفاع الحيوي للحفاظ على توازن الجسم والتخلص من السموم، وحمايتها من تكوّن الحصوات مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الإنسان من خلال اتباع أسلوب حياة صحي، فالماء الكافي والأطعمة المفيدة والنشاط البدني تشكل عناصر أساسية للوقاية، بينما تظل الطرق الطبية خيارا لا بديل عنه في الحالات المتقدمة، لذلك فإن التوازن بين العلاجات الطبيعية والإرشادات الطبية يمثل الحل الأمثل للتخلص من «حصوات الكلى» وضمان استمرار الكلى في أداء وظائفها الحيوية بكفاءة.