نجح علماء حفريات إيطاليون، في كشفٍ أثري وُصف بأنه “الأروع منذ عقود”، في فك طلاسم لغزٍ تاريخي مدفون تحت ثلوج جبال الألب، حيث عُثر على آلاف آثار الأقدام لديناصورات عملاقة على جدار صخري شبه عمودي، يتجاوز ارتفاعه ألفي متر فوق مستوى سطح البحر، داخل “متنزه ستلفيو الوطنى”.
مصادفة غريبة وراء الكشف
لم يكن هذا الاكتشاف وليد رحلة بحثية تقليدية، بل بدأ بمصادفة مذهلة في سبتمبر الماضي، حين كان مصور للحياة البرية يطارد الغزلان والنسور في منطقة “فالي دي فرايلي” الجليدية قرب “بورميو”، وهناك، لمح المصور مسارات غريبة على منحدر جبلي حاد، ليتبين لاحقًا أنها كنز علمي يعيد كتابة تاريخ المنطقة.
خريطة المسارات
تمتد هذه المسارات التاريخية لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات، وتتميز بدقة مذهلة، إذ يصل عرض بعضها إلى 40 سنتيمترًا، ولا تزال علامات المخالب واضحة عليها رغم مرور ملايين السنين، وعلق كريستيانو دال ساسو، عالم الحفريات بمتحف التاريخ الطبيعي في ميلانو، قائلاً: “هذا أحد أكبر وأقدم مواقع آثار الأقدام في إيطاليا، ومن أروع ما شاهدته طوال مسيرتي المهنية التي تمتد لـ 35 عامًا”.
رحلة عبر الزمن من شواطئ دافئة إلى قمم جليدية
يعيد هذا الاكتشاف رسم جغرافيا الأرض قبل 200 مليون سنة، ويوضح العلماء القصة كالتالي، كانت هذه القمم الشاهقة قديماً عبارة عن شواطئ لبحيرة دافئة ومثالية لتجول قطعان الديناصورات آكلة الأعشاب، وعلى رأسها فصيلة “بلاتيوسورس” ذات الأعناق الطويلة، ومع تحرك الصفيحة الأفريقية شمالاً وجفاف محيط “تيثيس”، طويت الصخور الرسوبية التي كانت قاعاً للبحر لتشكل جبال الألب، مما حول وضعية الآثار من “الأفقية” على شاطئ الطين إلى “الرأسية” على المنحدرات الجبلية الحالية.
أهمية استراتيجية للموقع
إلى جانب قيمته العلمية كأحد أغنى مواقع العصر الترياسي في العالم، يقع الموقع في إقليم “لومبارديا”، وتحديداً قرب “بورميو” التي تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026، مما يضيف بعدًا سياحيًا وتاريخيًا عالميًا لهذه المنطقة قبل انطلاق الحدث الرياضي الكبير.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات