أثار مقطع فيديو لفتاة تخضع لطقس “البِشعة” الشعبي القديم موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات طالت الفتاة وتشكيك في دوافع الواقعة، فيما دخل الأزهر الشريف على خط القضية مؤكّدًا رفضه القاطع لهذا الطقس واعتباره مخالفًا لأحكام الشريعة وانتهاكًا واضحًا لكرامة الإنسان.
طقس البِشعة… ممارسة شعبية تعود إلى ما قبل القضاء الحديث
يتمثل طقس البِشعة في تسخين قطعة من الحديد حتى الاحمرار ثم وضعها على لسان الشخص المتَّهَم، بزعم أن العلامات الناتجة عن الكيّ دليل على الكذب. وقد ظل هذا الطقس متداولًا في بعض البيئات الريفية والبدوية باعتباره وسيلة “تقليدية” لإثبات البراءة أو الإدانة رغم غياب أي أساس علمي أو قانوني له.
الأزهر: طقس محرَّم ومهين للإنسان
علّق الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، مؤكدًا أن “البِشعة محرّمة شرعًا” لما تحمله من اعتقادات تخالف العقيدة الإسلامية، إضافة إلى ما تتضمنه من إهانة وتعذيب صريح للإنسان.
وأوضح عبد الرازق في تصريحاته أن كَيّ لسان المتَّهَم بالنار هو “امتهان لكرامة الإنسان”، مؤكدًا أن هذا الطقس يعتمد على ادعاء معرفة الغيب: “لا يعلم الغيب إلا الله، حتى الأنبياء لا يملكون ذلك”.
كما شدد على أن الفصل في القضايا لا يكون عبر طقوس بدائية، بل من خلال الجهات القضائية المختصة القائمة على الأدلة والإجراءات القانونية.
تفاعل واسع بين التعاطف والاتهامات
انتشر الفيديو بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر أن الفتاة تعرضت لضغط اجتماعي واضطرت لتجربة الطقس دفاعًا عن شرفها، وبين من رأى أنها لجأت إلى هذه الخطوة سعياً للفت الأنظار وتحقيق انتشار إلكتروني.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات