لم تعد روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي مجرد محركات بحث متقدمة بالنسبة لشريحة كبيرة من الشباب الأمريكي، بل تحولت إلى ما يشبه الرفيق العاطفي. وكشفت دراسة جديدة، صادرة عن مركز الديمقراطية والتكنولوجيا (CDT)، عن نتائج مقلقة للغاية بشأن تغلغل هذه التقنية في الحياة الشخصية لطلاب المدارس الثانوية.
أفاد نحو 19% من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة (أي واحد من كل خمسة) بأنهم أو أحد أصدقائهم استخدموا الذكاء الاصطناعي للدخول في “علاقة عاطفية”. وتأتي هذه النسبة لتؤكد نتائج دراسات أخرى حول تكوين المراهقين لروابط عاطفية قوية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
قلق متزايد الدعم النفسي الذي قد يؤدي إلى الكارثة
تثير هذه البيانات مخاوف جديدة بشأن تأثير انتشار التكنولوجيا بين الأطفال والمراهقين على صحتهم النفسية. فقد أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من طلاب الثانوية يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي بحثاً عن الراحة النفسية والدعم:
اللجوء العاطفي: قال 42% من طلاب الثانوية إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي كصديق، أو للحصول على دعم نفسي، أو للهروب من الواقع.
الاعتماد اليومي: أقر 16% بأنهم يتحاورون مع الذكاء الاصطناعي يومياً.
تأثير على الأسرة: أفاد أكثر من ثلث المراهقين بأن الحديث مع الذكاء الاصطناعي أسهل من التحدث مع الوالدين، فيما قال 43% إنهم طلبوا نصيحته بشأن علاقاتهم الشخصية.
الخطر الأكبر يكمن في أن هذا الدعم الافتراضي قد يكون ساماً، إذ حذر معالجون نفسيون من أن روبوتات الدردشة قد تقدم نصائح خطيرة، حيث تم توثيق حالات خالفت فيها الأنظمة معايير الأمان وشجعت على الانتحار أو الإيذاء الذاتي أو إخفاء اضطرابات الأكل.
تحديات المدرسة الغش الأكاديمي و”ديب فيك” الانتقامي
يقدّم الاستطلاع صورة واضحة لمدى انتشار الذكاء الاصطناعي في البيئة المدرسية، حيث قال 86% من الطلاب و 85% من المعلمين إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي خلال العام الدراسي الماضي.
وقد شددت إليزابيث لايرد، مؤلفة مشاركة للتقرير، على ضرورة أن يدرك الطلاب أنهم “لا يتحدثون مع شخص حقيقي، بل مع أداة ذات حدود معروفة”، خاصة أن مستوى الوعي والتدريب الذي يتلقاه الطلاب حول الذكاء الاصطناعي لا يزال في مستويات أولية.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات