أبل تزيد من استثمارتها في الصين لمواجهة التوترات التجارية

في خطوة تؤكد التزام شركة أبل العميق بالسوق الصينية، تعهد رئيسها التنفيذي تيم كوك بـ توسيع استثمارات الشركة في البلاد. تأتي هذه الزيارة الرسمية والتصريحات في ظل أجواء مشحونة، حيث تتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتلوح في الأفق تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات المصنعة خارج الولايات المتحدة.

خلال لقائه بوزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني لي ليتشنج، أكد كوك أن الصين تمثّل أكبر أسواق أبل خارج الولايات المتحدة وأحد أهم مراكز التصنيع العالمية. من جانبها، دعت الوزارة الصينية أبل إلى تعزيز التعاون مع الموردين المحليين والمساهمة في تطوير سلسلة الإمداد المحلية.

تنويع متعثر ومقاومة صينية

بالرغم من هذا الالتزام، لا تخفي أبل سعيها لتنويع سلاسل الإمداد وتقليل اعتمادها على الصين عبر توسيع عمليات التصنيع في الهند وفيتنام. ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من إنتاج أجهزة آيفون يتركز في الصين.

​واجهت مساعي التنويع عقبات متزايدة، أبرزها إعادة شركة فوكسكون لمئات المهندسين الصينيين من مصانعها في الهند إلى الصين، في خطوة تشير إلى انتكاسة لجهود نقل التصنيع. وتشير تقارير إلى أن مسؤولين في بكين يشجعون على الحد من تصدير المعدات ونقل التكنولوجيا إلى جنوب آسيا، في محاولة لإبطاء انتقال قدرات التصنيع.

​تجسّد زيارة كوك “علاقة معقدة”؛ فبينما تحث واشنطن على “صُنِع في أميركا”، تسعى بكين للحفاظ على موقعها كمركز صناعي رئيسي، وتعمل أبل على موازنة مصالحها في الصين، التي تمثل مركز إنتاج ضخم وسوقاً استهلاكية محورية.

الدعم الثقافي والتحضير لإطلاقiPhone Air

لم تقتصر زيارة كوك على الجانب الاقتصادي؛ فقد شملت دعماً أكاديمياً عبر تبرع جديد لجامعة تسينجهوا، بالإضافة إلى لقاءات ثقافية مؤثرة.

​التقى كوك بـ كاسينج لونج، مبتكر شخصية “لابوبو” الشهيرة، حيث أهداه لونج مجسماً يجسّد تيم كوك على هيئة دمية “لابوبو” وهي تحمل نسخة مصغرة من هاتف آيفون 17 برو باللون البرتقالي الكوني. كما زار كوك موقع تصوير فيديو موسيقي تم تصويره بالكامل باستخدام هاتف آيفون 17 برو، مؤكداً على القدرات التقنية للكاميرا.

​تأتي هذه الزيارة قبل أيام من إطلاق هاتف iPhone Air في السوق الصينية في 22 أكتوبر الجاري، والذي يُعد أول هاتف من أبل يُطرح في الصين دون فتحة بطاقة SIM، معتمداً كلياً على تقنية eSIM بسبب نحافته الفائقة التي لا تتجاوز 5.6 مليمترات.