تشهد شركة OpenAI، المطوّرة لتطبيق ChatGPT، مرحلة توسع غير مسبوق تجمع بين الطموح المالي والتقني. فبالرغم من تحقيق الشركة لإيرادات سنوية تُقدّر حاليًا بنحو 13 مليار دولار، إلا أن التحدي المالي الهائل الذي تواجهه يكمن في خطط إنفاق تتجاوز تريليون دولار خلال العقد المقبل. هذا الإنفاق الضخم موجّه بشكل أساسي لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة القادمة. وتعتمد الشركة حالياً على المستخدمين الأفراد لـ ChatGPT كمصدر دخل رئيسي، حيث يأتي 70% من إيراداتها السنوية من نسبة 5% فقط من مستخدميها المنتظمين.
ولسد الفجوة بين الإيرادات الحالية والتكاليف المستقبلية، وضعت OpenAI خطة خماسية طموحة ترتكز على تنويع مصادر الدخل وتأسيس موقعها كمزود عالمي للبنية التحتية الحوسبية.
الاستحواذ على جوني إيف والدخول إلى عالم الأجهزة الذكية
أحد أهم تحولات OpenAI الاستراتيجية هو دخولها إلى قطاع الأجهزة الذكية. عززت الشركة هذا التحول عبر شراكتها مع المصمم البريطاني الشهير جوني إيف، الذي ارتبط اسمه بتصميم منتجات أبل الأيقونية.
وفي مايو 2025، أعلنت OpenAI عن استحواذها الكامل على شركة io Products Inc، التي أسسها إيف ضمن شركته LoveFrom، في صفقة بلغت قيمتها نحو 6.5 مليار دولار.
الهدف من هذه الخطوة هو تطوير جهاز ذكاء اصطناعي منزلي وشخصي يعتمد على الصوت والذكاء السياقي بدلاً من الشاشات التقليدية. ويهدف هذا الجهاز إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية، ليمثل بوابة الجيل الجديد من التفاعل المباشر مع الذكاء الاصطناعي خارج التطبيقات السحابية.
مشروع “ستارجيت”: بناء إمبراطورية حوسبة عالمية
بموازاة الدخول في سوق الأجهزة، تعمل OpenAI على تنفيذ مشروعها الضخم “ستارجيت” (Stargate)، الذي يمثل محور استراتيجيتها لبناء بنية حوسبية مستقلة على نطاق عالمي. يهدف هذا المشروع إلى إنشاء شبكة من مراكز البيانات العملاقة، بقدرات تشغيلية هائلة تتجاوز 10 جيجاواط.
تقدر الاستثمارات المعلنة في المشروع بحدود 500 مليار دولار خلال 5 سنوات، ضمن تحالف يضم عمالقة التكنولوجيا والاستثمار. وقد بدأت الشركة بالفعل في توسيع نطاق المشروع عالمياً، بما في ذلك:
Stargate UAE: بالشراكة مع Nvidia وأوراكل وسيسكو، لإنشاء أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
Stargate Argentina: ليكون أكبر مركز بيانات ذكاء اصطناعي في أميركا اللاتينية.
Stargate UK: لتوفير بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي داخل بريطانيا، وهو أول توسّع أوروبي للمبادرة.
تؤكد هذه الخطوات أن OpenAI لا تسعى فقط لبيع خدمات الذكاء الاصطناعي، بل تهدف إلى أن تصبح المزود العالمي الرئيسي للبنية التحتية الحوسبية التي سيعتمد عليها الجيل القادم من النماذج العملاقة.
وشدد الرئيس التنفيذي، سام ألتمان، على أن الشركة تعمل على تطوير منظومة متكاملة تجمع بين البرمجيات والبنية التحتية والتصميم، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد دمج التقنية في الحياة اليومية بصورة غير مسبوقة.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات