ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي قبل سن الخمسين.. دراسة توضح

ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي قبل سن الخمسين.. دراسة توضح

أظهرت دراسة حديثة، استندت إلى بيانات جمعتها مراكز تصوير الثدي المجتمعية على مدى أحد عشر عاماً،  منذ عام 2014 وحتى 2024)، أن نحو امرأة من بين كل أربع مصابات بسرطان الثدي كانت تحت سن الخمسين.
قدمت نتائج هذه الدراسة في الاجتماع السنوي لـRadiological Society of North America (RSNA) لعام 2025، وشملت سبع منشآت خارجية متخصصة في تصوير الثدي، تغطي منطقة غرب نيويورك ضمن دائرة نصف قطرها حوالي 200 ميلا، وخلال الفترة من 2014 إلى 2024، تم تشخيص 1799 حالة سرطان ثدي لدى 1290 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 و49 عاما، متوسط عمر التشخيص في هذه العينة كان 42 عاما، مع نطاق عمر من 23 إلى 49 عاما.

النتائج الرئيسية

سرطان الثدي 

وجد الباحثون أن النساء في الفئة العمرية من 18–49، شكلن ما بين 20٪ و24٪ من جميع حالات سرطان الثدي المكتشفة في تلك المرافق خلال فترة الدراسة، ومن بين هذه الحالات، كانت 731 امرأة أي نحو 41٪، قد تم اكتشافها بواسطة فحوصات روتينية، أي في نساء لم تظهر عليهن أعراض، بينما اكتشفت 1068 حالة, ما يعادل 59 % خلال فحوصات تشخيصية بعد ظهور أعراض مثل وجود كتلة في الثدي، كما أن الغالبية العظمى من الحالات، حوالي 80.7٪ كانت أوراما غازية، أي أن السرطان قد بدأ في اختراق الأنسجة خارج القنوات أو الفصيصات الأولى، ومن حيث درجة الورم توزع بين درجات منخفضة ومتوسطة وعالية، وكان نحو ثلث الحالات تقريباً حوالي 33٪، من الدرجة العالية وهي أورام سريعة النمو وأكثر عدوانية، كذلك سجلت بعض الحالات من نوع ما يعرف بـ “الثلاثي السلبي”، وهو نوع عدواني عادة ما يستجيب أقل للعلاجات الهرمونية.

تفسير الباحثين وأهميته

حسب الطبيبة المشاركة في الدراسة، أظهرت النتائج أن سرطان الثدي، ليس نادرا بين النساء الأصغر سنا، بل إن نسبة لا بأس بها من المصابات، تقعن في فئة عمرية ليست مغطاة بإرشادات فحص صارمة.

وأضافت أن الأورام التي تكتشف لدى هذه الفئة، غالبا ما تكون أكثر عدوانية من المعتادة لدى النساء الأكبر سنا. 
أشارت الدراسة إلى ثبات هذه النسبة، على ما يقرب من ربع الحالات، رغم أن مجموع عدد النساء اللواتي أُجري لهن فحصا سنويا، ضمن هذه الفئة كان بين 21٪ و25٪، من إجمالي من خضع للفحص، وهذا يعني أن عبء المرض على النساء الشابات ليس مؤقتا بل مستمر.

ضرورة الفحص المبكر

يرى الباحثون أن الوقت قد حان لإعادة النظر في العمر، الذي يبدأ عنده الفحص الروتيني، واقتراح اعتماد استراتيجيات فحص تراعي المخاطر الفردية، مثل التاريخ العائلي أو عوامل وراثية أو عوامل بيئية، بدلا من الاقتصار على العمر.

نصائح للسيدات بناءا على الدراسة

لا ينبغي اعتبار المرأة أقل من 50 عاما، بل الأقل من 40 عاماً تعد هي الفئة منخفضة المخاطر تلقائيا، ويفضل إجراء تقييم مخاطر شخصي مبكر، كما يجب أن يقوم طبيب النساء أو طبيب الأشعة، أن يأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل التاريخ العائلي، والكثافة النسيجية للثدي، والطفرات الجينية، أو غيرها من عوامل الخطر، لتحديد ما إذا كانت امرأة تستفيد من الفحص المبكر.

الفحص ليس محصورا لمن تظهر عليهن الإعراض، لأن 41٪ من الحالات في هذه الدراسة لم يكن لديهن أعراض عند الكشف، ما يؤكد أن الفحص الروتيني يمكن أن يسهم في اكتشاف حالات مبكرة قد تغيب عن الانتباه الذاتي. 
تظهر هذه الدراسة، أن سرطان الثدي لدى النساء الأصغر سنا ليس أمرا نادرا، بل يمثل جزءاً كبيراً من إجمالي الحالات، وغالباً ما تكون الأورام أكثر عدوانية، كما أن الاعتماد على العمر فقط لبدء الفحص قد يؤدي إلى تفويت حالات مبكرة، لذلك من المهم تبني مقاربة فحص مبكر حسب المخاطر الفردية، وزيادة الوعي بين النساء بأن الصغر في السن ليس ضمان ضد الإصابة.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.