في ظل كثرة الخلافات الزوجية التي تؤرق كثيرًا من الأسر، يبقى السؤال الدائم، من المسؤول عن إدارة الخلاف وحله، هل هو الزوج أم الزوجة؟، وقد أجاب عن هذا التساؤل الدكتور علي سالم، أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان، مؤكدًا أن إدارة الخلاف ليست مهمة طرف واحد، بل مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وأن نجاح الحياة الزوجية يعتمد أساسًا على الفهم المتبادل والحوار الهادئ.
المسؤولية مشتركة وليست فردية
أكد الدكتور علي سالم أن إدارة الخلاف الزوجي ليست مسؤولية الرجل وحده ولا المرأة وحدها، بل هي دور مشترك بين الطرفين، كما أن الخطوة الأولى لتقليل الخلافات، هي أن يفهم كل طرف طباع الآخر وما يضايقه وما يسعده، فهذا الإدراك يمنع نشوب معظم المشكلات من الأساس.
من يبدأ بحل المشكلة؟
أوضح الدكتور علي سالم أن الإجابة على سؤال من يبادر بالصلح أولًا، تعتمد على حجم المشكلة وتوقيتها، وأحيانًا يكون من الأفضل أن يأخذ كل طرف وقتًا للهدوء، وتفريغ الشحنة الانفعالية، لأن الحديث في لحظة الغضب يفاقم الأمور، وبعد نزع الفتيل، يفضل أن يبدأ الطرف الذي تسبب في المشكلة سواء كان الزوج أو الزوجة، بعرض وجهة نظره وتوضيح الموقف بهدوء.
وحذر الدكتور علي سالم من التصرف الخاطئ الشائع وهوأن يحدث أحد الزوجين المشكلة ثم يترك الطرف الآخر، يواجه انفعالاته وغضبه بمفرده، وترك الشحنة الانفعالية دون تفريغ يؤدي إلى تراكم المشكلات القديمة، فتنتقل المشكلة الواحدة إلى سلسلة من القضايا المتراكمة في كل نقاش جديد.
مخاطر تراكم الخلافات
أشار إلى أن هذا التراكم يفتح الباب لزلات اللسان، وكلمات تفسّر على أنها إهانة أو مساس بالكرامة، وتدخل أطراف خارجية من أهل أو أصدقاء في الخلاف، مما يجعل الأمور تخرج تماما عن السيطرة.
التسامح الحقيقي ونسيان الماضي
اختتم الدكتور علي سالم حديثه، مؤكدًا أن التسامح الحقيقي يعني عدم إعادة استدعاء المشكلات القديمة، التي تم حلها وتجاوزها في كل نقاش جديد، والتركيز على حل المشكلة الحالية فقط، حتى لا تضيع القضية الأصلية وسط تراكمات لا تنتهي، وبهذا النهج المشترك القائم على الفهم والصبر والهدوء، يمكن للزوجين تحويل أي خلاف إلى فرصة لتقوية علاقتهما بدلًا من تدميرها.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات